هل تتحول البوليساريو إلى منظمة إرهابية؟ المغرب وأمريكا وفرنسا يتحركون لحل نزاع الصحراء

تنسيق مغربي أمريكي فرنسي لحل النزاع المفتعل
أفادت مصادر دبلوماسية رفيعة بوجود تنسيق استراتيجي بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا في أروقة الأمم المتحدة، يهدف إلى تحفيز المجتمع الدولي نحو اتخاذ مواقف حاسمة بشأن قضية الصحراء المغربية. يتضمن هذا التنسيق دعم المبادرة المغربية للحكم الذاتي تحت السيادة المغربية باعتبارها الحل الوحيد والواقعي لهذا النزاع المستمر.
وتعمل الدول الثلاث بشكل وثيق للضغط من أجل إصدار قرارات دولية من شأنها أن تغير مسار الملف بشكل جذري. يشمل ذلك التصنيف المحتمل لجبهة البوليساريو كتنظيم إرهابي، بالإضافة إلى الجهود المبذولة لسحب ملف الصحراء من اللجنة الرابعة للأمم المتحدة، التي تختص بقضايا إنهاء الاستعمار.
في هذا السياق، تتواصل الحوارات بين العواصم الثلاثة حول كيفية تصنيف البوليساريو كمنظمة إرهابية. وتُعطى الجزائر، باعتبارها الطرف الأساسي في النزاع، مهلة للتفاعل مع هذا الموقف الأمريكي الجديد، الذي يساند بقوة المبادرة المغربية باعتبارها الإطار الوحيد للمفاوضات.
وقد أبلغت واشنطن المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا في اجتماع سابق بأنها تعتبر الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية هو الخيار الوحيد لإنهاء النزاع في الصحراء، مؤكدة أن أي خيارات أخرى لا تمثل حلًا قابلاً للتنفيذ.
في حال لم ترد الجزائر والبوليساريو على هذا الموقف خلال الفترة المحددة، فإن التصعيد نحو تصنيف جبهة البوليساريو كتنظيم إرهابي سيصبح أمرًا مطروحًا بشدة. يُستند هذا القرار إلى الأدلة المتوافرة التي تشير إلى ارتباطات للبوليساريو بجماعات مسلحة موالية لإيران، بالإضافة إلى عملياتها العسكرية ضد المدنيين في مدينة السمارة خلال عامي 2023 و2024.
على صعيد آخر، تشهد التحركات داخل الكونغرس الأمريكي دعمًا لهذا التوجه، حيث التقى وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة بعدد من كبار المسؤولين الأمريكيين، منهم مستشار الأمن القومي مايك والتز، والسيناتور ليندسي غراهام، والنائب جو ويلسون، الذي أعلن عزمه تقديم مشروع قانون أمام مجلس النواب الأمريكي لتصنيف البوليساريو كتنظيم إرهابي.
وفي نفس السياق، تسعى الرباط بالتعاون مع واشنطن وباريس إلى نقل الملف من يد الأمم المتحدة، التي عجزت عن إيجاد حل عادل طيلة العقود الماضية. البداية ستكون من خلال محاولة سحب الملف من اللجنة الرابعة، تمهيدًا لإعادة صياغته ضمن مقاربات جديدة، تتماشى مع الحلول الواقعية.
وتشير المصادر إلى أن الولايات المتحدة أبلغت المبعوث الأممي دي ميستورا بنيتها تقليص دعمها المالي لبعثة المينورسو في حال استمر الجمود في الملف، معتبرة أن البعثة لم تعد تساهم بشكل فعلي في تقدم العملية السياسية، بينما يظل الحل الوحيد المقبول دوليًا هو الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.