إقتصاد

ترامب يتفائل بإمكانية التوصل إلى اتفاق تجاري مع الصين رغم التصعيد

ترامب متفائل باتفاق تجاري مع الصين

بعد أيام من التوترات المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين، يبدو أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد غيّر موقفه بشكل مفاجئ، مع إعلان البيت الأبيض عن “تفاؤل” بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق تجاري مع بكين، رغم استمرار فرض الرسوم الجمركية بين أكبر اقتصادين في العالم.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت إن الرئيس ترامب أعرب عن انفتاحه على التوصل إلى اتفاق مع الصين، مؤكدةً أنه “متفائل” بشأن ذلك.

في حين أن التوترات تتصاعد، أعلنت الصين عن رفع الرسوم الجمركية على السلع الأمريكية إلى 125%، مشيرة إلى أنها ستتجاهل أي رسوم إضافية قد تفرضها إدارة ترامب. وقالت الصين في بيان رسمي: “أي زيادة إضافية في الرسوم ستؤدي إلى زيادة الفجوة بيننا وبين الولايات المتحدة”.

التصعيد التجاري كان له تأثير واضح على الأسواق المالية، حيث تراجع سعر صرف الدولار إلى أدنى مستوى له أمام اليورو منذ أكثر من ثلاث سنوات. كما شهدت البورصات الأوروبية انخفاضًا كبيرًا بعد إعلان الصين عن زيادة الرسوم، لكن لم تصل إلى الانهيار الذي شهدته الأسواق في بداية الأسبوع.

من جهة أخرى، أبدى الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي استعدادًا للتدخل لدعم استقرار الأسواق المالية إذا تطلب الأمر، مع تأكيد مسؤولي البنك المركزي الأمريكي على متابعة “الظروف الاقتصادية الدقيقة” التي قد تؤثر على قراراتهم المستقبلية.

وفي وقت يتواصل فيه تراجع ثقة المستهلكين في الولايات المتحدة، أظهرت دراسة أجرتها جامعة ميشيغان انخفاضًا كبيرًا في ثقة الأمريكيين في الاقتصاد، بغض النظر عن العمر أو المستوى التعليمي.

ورغم الأثر السلبي للتوترات التجارية على الأسواق، أصر الرئيس الأمريكي ترامب على أن سياسته بشأن الرسوم الجمركية “تسير بشكل جيد”. وكتب على منصته “تروث سوشال” مؤكدًا أن “الأنباء المفرحة لأميركا والعالم” تأتي نتيجة لتسريع تنفيذ السياسات الاقتصادية.

وفي ظل هذه الأجواء، صرح مسؤولون صينيون بأن رفع الرسوم على المنتجات الأمريكية إلى 125% هو “رد طبيعي” على الرسوم الجمركية الأمريكية، معتبرين أنها تعد انتهاكًا لقاعدة التجارة الدولية.

وكان الرئيس الأمريكي قد أعلن في وقت سابق عن تجميد الرسوم الجمركية على 60 من الشركاء التجاريين للولايات المتحدة لمدة 90 يومًا، لكنه استثنى الصين من هذا الإجراء، مما أثار تساؤلات حول نوايا واشنطن في المفاوضات.

وعقب تصريحات ترامب، سجلت وول ستريت ارتفاعًا ملحوظًا في السوق، وسط ردود فعل متباينة من المستثمرين الأمريكيين.

على الجانب الأوروبي، يحاول الاتحاد الأوروبي التفاوض مع الولايات المتحدة لتجنب التصعيد التجاري، مع التأكيد على الحاجة لتصحيح العجز التجاري الكبير مع الصين. وأكد رئيس الوزراء الإسباني أن التوترات التجارية يجب ألا تؤثر على نمو العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والصين.

وفي خطوة تشير إلى مرونة دبلوماسية، قرر الاتحاد الأوروبي تعليق الرسوم الجمركية التي كان يعتزم فرضها على بعض المنتجات الأمريكية، في خطوة أُعتبرت “ذكية” من جانب ترامب. ومن المتوقع أن يتوجه المفوض الأوروبي للشؤون التجارية إلى واشنطن يوم الاثنين لمواصلة المحادثات.

إذا لم تثمر المفاوضات الأمريكية-الأوروبية عن نتائج، فقد تلجأ بروكسل إلى فرض ضرائب على شركات التكنولوجيا الأمريكية الكبرى، في خطوة قد تعمق التوترات التجارية العالمية.

إقرأ أيضا: هل تتحول البوليساريو إلى منظمة إرهابية؟ المغرب وأمريكا وفرنسا يتحركون لحل نزاع الصحراء

أخبار ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى