أخبار وطنية

حليب العبار في قفص الاتهام.. انتفاخ غامض يصيب مشاهير ومخاوف من السل البقري

السل يثير مخاوف الكثيرين بسبب الحليب الخام

تعيش أوساط المغاربة على وقع حالة من القلق، بعد تداول واسع لمقاطع ومنشورات عبر منصات التواصل الاجتماعي، تتحدث عن تفشي مرض السل بسبب استهلاك الحليب غير المبستر. وانتشرت قصص تدعي ظهور أعراض مقلقة، من قبيل انتفاخ في العنق وصعوبات في التنفس، لدى بعض الأشخاص، بينهم مؤثرون ومشاهير.

هذه الادعاءات، التي تناقلها عدد من صانعي المحتوى، زعزعت ثقة المستهلكين بالحليب الخام الذي يُفضل عادة لاحتفاظه بكامل قيمته الغذائية. وسارعت العديد من الأسر إلى التوقف عن شراء الحليب الطبيعي من الأسواق، في انتظار توضيحات رسمية من الجهات المختصة.

داء السل البقري، المعروف بخطورته، يصيب الجهاز اللمفاوي وينتقل من الحيوان إلى الإنسان، لا سيما عبر تناول منتجات حيوانية ملوثة. وتُعد بكتيريا “المتفطرة البقرية” المسبب الرئيسي لهذا النوع من العدوى، والذي يختلف عن السل الرئوي الذي ينتقل عبر الهواء.

في حال إصابة الأبقار بهذا المرض، تنتقل البكتيريا إلى الحليب، وإذا تم استهلاكه دون غلي أو بسترة، فإنها تبقى حية داخل المنتج، مما يسمح لها باختراق الجسم البشري والتسبب في أعراض صحية شبيهة بالسل التقليدي.

ورغم حساسية الموضوع وخطورته على الصحة العامة، تلتزم وزارة الصحة والمكتب الوطني للسلامة الصحية الصمت، دون إصدار أي بيان رسمي يطمئن الرأي العام أو يفند الادعاءات المتداولة. هذا الغياب التواصلي الرسمي أتاح المجال أمام الشائعات لتنتشر، وفتح الباب أمام التكهنات، خاصة بعد تداول روايات شخصية توحي بوجود حالات مؤكدة، دون أي توثيق طبي.

خبراء الصحة يؤكدون بدورهم أن الحليب غير المعالج حراريًا يمكن أن ينقل عدة أمراض، على رأسها السل البقري، بالإضافة إلى مخاطر أخرى مثل التسممات الغذائية والإسهال والتقيؤ واضطرابات الجهاز الهضمي، ما يستدعي الحذر في التعامل مع هذه المواد الحساسة.

ومع تزايد المخاوف، يدعو المختصون إلى تدخل عاجل من الجهات الرسمية، عبر إطلاق حملات توعوية وتقديم توضيحات شفافة حول الوضع الصحي، خصوصًا إذا كانت هناك عينات مشتبه فيها تتطلب التحليل. كما يُشددون على أهمية إخضاع الأبقار للفحص المنتظم، وتشديد الرقابة على نقاط بيع الحليب الطبيعي والأسواق العشوائية.

في ظل هذه الأزمة، تبقى الحاجة ماسة إلى تواصل مؤسساتي مسؤول يبدد المخاوف، ويرسي الثقة بين المواطن والدولة، لأن الخوف الجماعي، إذا تُرك دون علاج، قد يؤدي إلى اضطرابات اجتماعية وسلوكيات استهلاكية عشوائية لا تقل خطورة عن المرض نفسه.

إقرأ أيضا: دراسة أمريكية: تناول الجوز بديلا عن الوجبات الخفيفة يعزز صحة القلب

أخبار ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى