بوريطة في كيتو بعد سحب الاعتراف بالبوليساريو.. تحرك دبلوماسي يعمّق عزلة الجبهة في أمريكا اللاتينية

بوريطة يمثل الملك في حفل تنصيب رئيس الإكوادور
شهدت العاصمة الإكوادورية كيتو، يوم السبت 24 ماي 2025، مراسم تنصيب الرئيس دانييل نوبوا أزين، الفائز بولاية جديدة بعد تفوقه في الانتخابات الأخيرة، وذلك وسط حضور عدد من قادة الدول ورؤساء الحكومات.
وحرص المغرب على المشاركة في هذا الحدث الدولي بتمثيل رفيع المستوى، حيث حل وزير الشؤون الخارجية، ناصر بوريطة، في كيتو يوم الجمعة، ناقلاً رسالة من الملك محمد السادس، الذي كان قد بعث ببرقية تهنئة إلى الرئيس المنتخب مباشرة بعد إعلان نتائج الاقتراع.
الملك محمد السادس نوّه في رسالته إلى نوبوا بما تحقق من تقدم في العلاقات الثنائية خلال ولايته الأولى، معربًا عن تطلعه لتعزيز هذا المسار عبر تعاون جنوب-جنوب أكثر فعالية يخدم مصالح الشعبين المغربي والإكوادوري.
حصول نوبوا على 56% من الأصوات مقابل 44% لمنافسته لويزا غونزاليس عكس رغبة الشعب الإكوادوري في الاستمرارية، بينما شكّل حضور ناصر بوريطة في حفل التنصيب دلالة سياسية عميقة في سياق التحولات الجارية في أمريكا اللاتينية.
وكانت الإكوادور قد أعلنت في أكتوبر الماضي قرارها تعليق الاعتراف بـ”الجمهورية الصحراوية” المعلنة من طرف جبهة البوليساريو، وهو ما اعتبر منعطفًا دبلوماسيًا بارزًا في علاقاتها بالمملكة المغربية، وأبلغت وزيرة خارجيتها، غابرييلا سومرفيلد، نظيرها المغربي رسميًا بهذا الموقف خلال اتصال هاتفي، مرفقًا بإشعار مكتوب للبعثة الانفصالية.
هذه الخطوة تأتي في إطار التغيّر المتسارع في مواقف عدد من دول أمريكا اللاتينية تجاه قضية الصحراء المغربية، حيث باتت الكثير من العواصم في المنطقة تعيد النظر في مواقفها السابقة، في ظل ما تُظهره المملكة من حنكة دبلوماسية ووضوح في الرؤية.
ويرسّخ تمثيل المغرب في هذا الحدث الدولي استمرار التغلغل الدبلوماسي المغربي في المنطقة، وتثبيت الحضور الرسمي في فضاء جيوسياسي كان إلى وقت قريب يُعد بيئة حاضنة للدعاية الانفصالية.
إقرأ أيضا: “الأسد الإفريقي 2025” يُختتم بهجوم بري وجوي مشترك في طانطان