تسريبات مواضيع الباكالوريا.. تحقيقات واعتقالات في أكادير والحسيمة

تسريبات الباكالوريا تعود وتربك وزارة التعليم
مع انطلاق الامتحانات الوطنية الموحدة لشهادة الباكالوريا صباح الخميس في كافة أرجاء المغرب، تفجرت مجددًا أزمة تسريبات المواضيع، رغم الطوق الأمني والتدابير المشددة التي وضعتها وزارة التربية الوطنية لضمان نزاهة هذه المرحلة التربوية.
وسائل التواصل الاجتماعي عجّت بصور لأسئلة الامتحانات مرفقة بأجوبتها النموذجية، تم تداولها في مجموعات مغلقة على تطبيقات كـ“واتساب”، ما أثار صدمة واسعة لدى المتابعين، في وقت تؤكد فيه الوزارة حرصها على تكافؤ الفرص والصرامة في الإجراءات الوقائية.
وعلى مدى ثلاثة أيام، يجتاز آلاف التلاميذ اختباراتهم تحت رقابة مشددة تشمل ممثلي الوزارة وأفراد الأمن، فضلاً عن مراقبين إداريين وتربويين، في مسعى جماعي للتصدي لآفة الغش، التي تزداد تعقيدًا مع تطور الوسائل التكنولوجية.
ومع أن أوراق الامتحان تنقل في اللحظات الأخيرة وتحت حماية أمنية، فإن اختراق النظام ما يزال قائمًا. حيث تسربت مواضيع الامتحانات قبيل انطلاقها الرسمي، وهو ما أعاد الجدل حول فعالية المنظومة الرقابية والإجراءات التقنية الحالية.
الوزارة من جهتها تواصل التأكيد على أن مكافحة الغش تظل من أولوياتها، مشيرة إلى اعتمادها لتجهيزات جديدة مثل أجهزة التشويش، ورصد الهواتف، وتتبع رقمي دقيق لمحتويات الامتحانات. لكنها لا تنكر وجود تحديات كبيرة في مواكبة الابتكارات التي يستخدمها البعض في تجاوز القوانين.
موجة التسريبات هذه دفعت بعدد من المتخصصين إلى دق ناقوس الخطر، محذرين من تداعياتها على مصداقية الشهادة الوطنية، وما يمكن أن تتركه من أثر سلبي على ثقة المواطنين في المدرسة العمومية وعلى عدالة الولوج إلى التعليم العالي.
في السياق ذاته، نفذت السلطات الأمنية تدخلات ميدانية في مدن مختلفة، أبرزها عملية أمنية دقيقة بمدينة أكادير أسفرت عن توقيف سبعة أشخاص من ضمنهم تلميذان وأستاذان من القطاع الخاص وطالبان جامعيان. التحقيقات أظهرت أنهم كانوا يسهلون الغش عبر أجهزة إلكترونية مقابل مبالغ مالية.
كما جرى تفتيش شقة سكنية بنفس المدينة، ضبط فيها معدات إلكترونية وهواتف نقالة ومبالغ مالية يشتبه في كونها ناتجة عن نشاط الغش. ووضِع الموقوفون تحت تدابير الحراسة النظرية بناءً على أوامر النيابة العامة التي تتابع تفاصيل الملف.
وفي مدينة الحسيمة، تم اعتقال شاب عشريني يُشتبه في إدارته لمجموعات على تطبيق “واتساب”، كانت تتولى بيع أجوبة الامتحانات لقاء تحويلات مالية. وكشفت السلطات أن توقيفه تم بعد تتبع رقمي دقيق، أسفر عن حجز عدد من الوسائل الرقمية المستخدمة.
وأكد بلاغ صادر عن وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بالحسيمة أن التحقيق لا يزال مفتوحًا، مع توجيه تعليمات بمواصلة البحث للوصول إلى باقي المتورطين المحتملين في الشبكة.
وتتصاعد الأصوات المطالبة بإصلاح شامل لمنظومة الامتحانات، يجمع بين الرقابة التكنولوجية الصارمة والإصلاحات التربوية، في سبيل القضاء على ظاهرة الغش التي تحولت إلى أزمة سنوية تهدد مصداقية المدرسة المغربية.
إقرأ أيضا: دليلك للربح من الإنترنت: 9 أفكار تبدأ بها من الآن