أخبار دوليةالرئيسية

بنغلادش: الشيخة حسينة تفرّ بعد تصاعد الاحتجاجات العنيفة

الشيخة حسينة تفرّ بعد تصاعد الاحتجاجات العنيفة في البنغلادش

الخلفية السياسية:
الشيخة حسينة، رئيسة وزراء بنغلادش، اضطرت يوم الإثنين 5 غشت 2024 إلى مغادرة مقر رئاسة الوزراء في العاصمة دكا، مما أنهى حكمها الذي استمر 15 عامًا. حسينة، البالغة من العمر 76 عامًا، هي ابنة الشيخ مجيب الرحمن، مؤسس جمهورية بنغلادش وأول رئيس لها. بعد اغتيال والدها في عام 1975، عاشت في المنفى وعادت لاحقاً لتصبح شخصية سياسية محورية في البلاد.

سبب الاحتجاجات:
اندلعت الاحتجاجات في بنغلادش في يونيو 2024 بعد إعادة تمرير قانون يخصص 30% من المناصب في الوظيفة العمومية لقدماء المحاربين وأبنائهم. هذا القرار أثار استياء الطلاب وغيرهم، الذين اعتبروا أن القانون يميز ضدهم ويقوض فرصهم في الحصول على وظائف. الوضع الاقتصادي المتردي، الذي تفاقم بفعل الحرب الروسية الأوكرانية وأزمة التضخم، زاد من حدة الاحتجاجات. تصاعدت الاحتجاجات بشكل كبير، وبدأت عمليات قمع عنيفة من قبل قوات الأمن.

أحداث يوم الأحد (4 غشت 2024):
شهد يوم الأحد 4 غشت 2024 مقتل أكثر من 90 متظاهراً في مواجهات عنيفة مع قوات الأمن، مما رفع حصيلة القتلى منذ بداية المظاهرات إلى حوالي 300، وأصيب المئات بجروح متفاوتة الخطورة. في هذا اليوم، اقتحم آلاف المتظاهرين مقر رئاسة الوزراء في دكا، مما أجبر الشيخة حسينة على الفرار. غادرت حسينة على متن مروحية بعد أن انتقلت في موكب سيارات، وأعلنت استقالتها، وهو ما أكده قائد الجيش الجنرال وقر الزمان في خطاب على التلفزيون الرسمي، مشيراً إلى تشكيل حكومة انتقالية.

تطورات الإثنين (5 غشت 2024):
في صباح يوم الإثنين، اجتاحت حشود المتظاهرين العاصمة، وحطموا تمثال والد الشيخة حسينة، الشيخ مجيب الرحمن، وواجهوا قوات الأمن التي أغلقت الطرق وأقامت حواجز. في الوقت نفسه، فرضت الحكومة البنغالية حظر تجول وأعلنت عطلة عامة لمدة ثلاثة أيام في محاولة لتهدئة الوضع. كما توقفت شبكة الإنترنت وأُغلقت أكثر من 3500 مصنع، مما حول العاصمة دكا إلى ساحة معركة.

ردود الفعل والتدابير الحكومية:
الاحتجاجات جاءت بعد إعادة تمرير قانون يخصص 30% من المناصب في الوظيفة العمومية لقدماء المحاربين، وهو قانون أُعيد إلغاؤه في عام 2018 بعد احتجاجات مماثلة. كما كان من المقرر أن تنظر المحكمة العليا في قانونية المشروع يوم الأربعاء 7 غشت، لكن المظاهرات العنيفة عجلت بإلغائه. الوضع الاقتصادي في بنغلادش، الذي تأثر بشدة بأزمة التضخم والبطالة المرتفعة، زاد من تأجيج الغضب.

تأثيرات الأزمة:
الأزمة السياسية والاقتصادية في بنغلادش أثارت قلقاً دولياً، حيث حذر مراقبون من أن الانتقال السلمي للسلطة قد يكون صعباً. بعض الخبراء يشيرون إلى أن فراغ السلطة قد يؤدي إلى مزيد من زعزعة الاستقرار. الشيخة حسينة، التي تواجه اتهامات بإساءة استخدام السلطة وقمع المعارضة، تواجه الآن تحديات كبيرة في ظل الوضع الحالي المتأزم.

خلفية تاريخية:
تُعتبر الشيخة حسينة من أبرز الشخصيات السياسية في بنغلادش. تولت السلطة بعد اغتيال والدها، الشيخ مجيب الرحمن، ولعبت دوراً محورياً في السياسة البنغالية. ومع ذلك، تواجه حكومتها انتقادات واسعة من منظمات حقوق الإنسان بسبب قمع المعارضة وعمليات الاعتقال الواسعة.

الآفاق المستقبلية:
مع تشكيل الحكومة الانتقالية، يتطلع المجتمع الدولي إلى كيفية إدارة الوضع السياسي والاقتصادي في بنغلادش في المرحلة القادمة. بينما يتابع العالم تطورات الأزمة، فإن الأسئلة تبقى حول قدرة البلاد على تجاوز هذه الأزمة بأقل الخسائر الممكنة واستعادة الاستقرار.

إقرأ أيضا : فرنسا تعتمد خريطة المغرب كاملة في وسائل إعلامها

أخبار ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى