واقعة انتحار سجين مغربي في إيطاليا تُشعل نقاشات حول أوضاع السجون

إيطاليا: انتحار سجين مغربي يشعل الرأي العام
أثارت واقعة انتحار سجين مغربي في إيطاليا، البالغ من العمر 31 عامًا، نقاشات واسعة في المجتمع الإيطالي حول الظروف الإنسانية للسجون بعد أن أقدم السجين على الانتحار في زنزانته بسجن كريما، مما رفع عدد حالات الانتحار إلى 65 منذ بداية السنة.
وذكرت صحيفة “RSI” الإيطالية أن سجن كريما، الذي يُعد من أكثر السجون اكتظاظًا في منطقة لومبارديا، يعاني من اكتظاظ يتجاوز 112%، حيث يتواجد فيه 543 سجينًا بينما يتسع لـ 394 نزيلاً فقط. وتعيش السجون الإيطالية بشكل عام تحت ضغوط كبيرة، حيث وصلت نسبة الاكتظاظ إلى 130% بحلول نهاية يوليوز، وفقًا لإحصائيات إدارة السجون الإيطالية.
تقرير صادر عن نقابة موظفي السجون الإيطالية وصف الوضع في سجن كريما بأنه خطير، مشيرًا إلى نقص في عدد العاملين، حيث يتواجد 168 موظفًا من أصل 223 مطلوبين. الأمين العام للنقابة، جنارينو دي فازيو، اعتبر هذه الأرقام “غير مقبولة” في بلد يدعي التحضر، مؤكداً أن إيطاليا لم تثبت قدرتها على التعامل مع الأزمات السجنية بشكل فعال.
كما أصدرت جمعية “أنتيجوني” تقريرها السنوي حول أوضاع السجون، مبرزة تدهور الظروف بسبب الاكتظاظ ونقص الخدمات الأساسية، حيث يتجاوز معدل الاكتظاظ 150% في حوالي 56 مؤسسة سجنية ويصل إلى 190% في ثمانية منها، بما في ذلك سجن سان فيتوري في ميلانو.
وانتقدت الجمعية سياسات الحكومة الإيطالية، بما في ذلك “حزمة الأمان” التي قدمتها حكومة ميلوني في 2023، والتي أدت إلى تشديد العقوبات وزيادة عدد السجناء. كما قدمت الجمعية 15 اقتراحًا لتحسين أوضاع السجون، من بينها السماح بالمكالمات الهاتفية اليومية، وتزويد الزنزانات بمراوح أو مكيفات هوائية وثلاجات، وزيادة عدد الوسطاء الثقافيين والأخصائيين الاجتماعيين.
تسعى السلطات الإيطالية إلى التعامل مع هذه الأزمة بجدية، حيث دعت نقابة موظفي السجون إلى توضيح أسباب الوفيات ومراجعة سياسات السجون لتحسين الظروف المعيشية للنزلاء وضمان حقوقهم الأساسية.
إقرأ أيضا : المنظمة العالمية للأرصاد الجوية تدق ناقوس الخطر بشأن الاحتباس الحراري