علماء يحفرون أعمق حفرة في صخور الوشاح تحت قاع المحيط الأطلسي

علماء يحفرون أعمق حفرة في صخور الوشاح

أعلن العلماء عن تحقيقهم لرقم قياسي جديد في مجال الحفر تحت قاع المحيطات، حيث تمكنوا من الوصول إلى عمق 1268 مترًا في صخور وشاح الأرض في المحيط الأطلسي، مما أتاح لهم الحصول على عينة كبيرة تكشف أسرار أكثر طبقات كوكبنا سمكًا.

في محاولة لفهم التركيب الكيميائي والعمليات التي تحدث عندما تتفاعل الصخور مع مياه البحر، استخدم الباحثون سفينة “غوديز ريزليوشن” لحفر أعماق الوشاح التي تشكل أكثر من 80% من حجم الأرض، وهي الطبقة التي تقع بين القشرة والنواة. وتمكنوا من استخراج عينة كبيرة بطول 886 مترًا من الصخور.

وتقدم العينة المستخرجة أدلة حول التفاعلات الكيميائية التي تحدث عند تفاعل الصخور مع مياه البحر في درجات حرارة متنوعة، وهي عمليات يُعتقد أنها قد تكون أساسية في بدء الحياة على الأرض منذ مليارات السنين.

وأوضح عالم الجيولوجيا يوهان ليسنبرغ من جامعة كارديف، والذي قاد الدراسة المنشورة في دورية “ساينس”، أن هذه العملية سجلت رقمًا قياسيًا. وأشار إلى أن المحاولات السابقة للحفر لم تتجاوز عمق 200 متر، بينما نجحوا في اختراق 1268 مترًا وانتزاع أقسام كبيرة من صخور الوشاح.

من جهته، ذكر عالم الجيولوجيا آندرو مكيغ من جامعة ليدز أن بدء عملية الحفر كانت تحديًا كبيرًا. وأكد أن البحث يركز على كيفية تفاعل الزبرجد في العينة الأساسية مع مياه البحر، وهو تفاعل قد يكون مرتبطًا بأصل الحياة على الأرض.

تتمثل إحدى الفرضيات في أن التفاعل بين الصخور والمياه عند قاع البحر يمكن أن ينتج عنه هيدروجين، الذي يشكل مركبات مثل الميثان تدعم الكائنات الدقيقة. ويأمل الباحثون من خلال هذه الدراسة في تعزيز فهمهم لتلك العمليات وربطها بالأحياء الدقيقة الموجودة تحت قاع المحيط.

يقع موقع الحفر بالقرب من حقل “المدينة المفقودة” الهيدروحراري، وهي منطقة تحتوي على فتحات حرارية مائية، ويُعتقد أن العينة تمثل صخور الوشاح تحت هذه الفتحات.

ولا تزال العينة قيد التحليل، حيث توصل الباحثون إلى بعض النتائج الأولية حول تركيبها وتاريخها الجيولوجي، مما يقدم رؤى جديدة حول العمليات التي تحدث في أعماق الأرض.

إقرأ أيضا : روسيا تختبر جهازًا جديدًا لتحسين الاتصالات الفضائية