دراسة تكشف تراجع الأنهار الجليدية الاستوائية إلى مستويات غير مسبوقة منذ العصر الجليدي

تراجع الأنهار الجليدية إلى مستويات غير مسبوقة
كشفت دراسة علمية حديثة أن الأنهار الجليدية الاستوائية الموجودة على ارتفاعات عالية في جبال الأنديز، الممتدة على طول الساحل الغربي لأمريكا الجنوبية، شهدت تراجعاً ملحوظاً، حيث أصبحت أصغر بكثير مما كانت عليه منذ العصر الجليدي. هذا الحدث يمثل مصدر قلق كبير، حيث قد يشير إلى خطر ذوبان الأنهار الجليدية في جميع أنحاء العالم في المستقبل.
الدراسة، التي نشرت في مجلة “ساينس” العلمية في غشت الجاري، أظهرت أن الأنهار الجليدية الاستوائية قد انخفضت بشكل ملحوظ خلال العقود الأخيرة، وأصبحت الآن أصغر مما كانت عليه منذ 11,700 سنة على الأقل. هذا التراجع يجعل المناطق الاستوائية أول منطقة كبيرة توثق مثل هذه التغيرات الكبيرة.
في إطار الدراسة، قام الباحثون بقياس تركيزات عنصري “البريليوم 10″ و”الكربون المشع 14” في الصخور المكشوفة حديثاً على هامش أربعة أنهار جليدية في جبال الأنديز. يساعد قياس هذه العناصر في تحديد تاريخ عمليات ذوبان الجليد السابقة. تتشكل عناصر “البريليوم 10″ و”الكربون المشع 14” في الصخور عندما تتفاعل الأشعة الكونية مع سطح الأرض، مما يتيح للعلماء تتبع آخر مرة تعرضت فيها الصخور للإشعاع الكوني.
وأشار الباحث المشارك في الدراسة، أندرو غورين، إلى أنه لم يتم العثور على أي أثر لعنصري “البريليوم 10” أو “الكربون المشع 14” في أي من عينات الصخور التي تم قياسها من أمام الأنهار الجليدية الاستوائية. وهذا يشير إلى أنه لم يكن هناك تعرض كبير للإشعاع الكوني منذ تشكيل هذه الأنهار الجليدية خلال العصر الجليدي.
تؤكد الدراسة أن نقص هذه العناصر هو دليل على الارتفاع غير المسبوق في درجات الحرارة الاستوائية والاحتباس الحراري العالمي، الذي أدى إلى ذوبان الغطاء الجليدي للأنهار الجليدية. وتحذر الدراسة من أن الاحتباس الحراري العالمي قد رفع بالفعل درجة حرارة الأرض بمقدار يتراوح بين 1.5 و2 درجة مئوية، مما يهدد بمزيد من الذوبان للأنهار الجليدية حول العالم.
إقرأ أيضا : عاصفة جيومغناطيسية شديدة تضرب الأرض من جديد