إقتصاد

الصين تسعى للاستفادة من بوابة المغرب للوصول إلى الأسواق الأوروبية والأمريكية

الصين تستهدف أسواق أوروبا وأمريكا عبر المغرب

ذكرت صحيفة “لوموند” الفرنسية أن الصين تسعى للاستفادة من اتفاقيات التجارة الحرة التي تجمع المغرب بأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، للوصول إلى هذه الأسواق دون مواجهة الرسوم الجمركية المرتفعة على صادراتها.

وأشارت الصحيفة الفرنسية في تقريرها الصادر اليوم الجمعة، إلى تزايد العلاقات التجارية بين المغرب والصين في السنوات الأخيرة، حيث بلغت قيمة التبادل التجاري بين البلدين 8 مليارات دولار في 2023، مع اهتمام متزايد من الشركات الصينية بالاستثمار في المغرب.

وأضافت “لوموند” أن عدة شركات صينية أبدت رغبتها في استثمار نحو 10 مليارات يورو في تصنيع بطاريات كهربائية ومكوناتها في المغرب.

وأوضحت الصحيفة أن اختيار الصين للمغرب في مجال صناعة السيارات الكهربائية يعود، وفقاً لسفير الصين في الرباط لي تشانغ لين، إلى اتفاقيات التجارة الحرة التي تربط المغرب بالولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

وأشار السفير الصيني إلى أن العلاقات بين بكين والرباط دخلت مرحلة جديدة، خاصة بعد أن قررت واشنطن وبروكسل في صيف 2023 زيادة الرسوم الجمركية على الواردات الصينية من السيارات والبطاريات الكهربائية بسبب اتهامات بإغراق الأسواق.

ونقلت الصحيفة الفرنسية عن الباحث كايل تشان من جامعة برينستون قوله إن اهتمام الشركات الصينية الكبرى بالمغرب يهدف إلى الوصول إلى الأسواق الأمريكية والأوروبية والالتفاف على الإجراءات التي تهدف إلى استبعاد منتجاتها. وأكد ذلك من خلال قانون “خفض التضخم” الأمريكي، الذي اعتمد في 2022 ويقدم اعتمادات ضريبية للبطاريات المصنعة في دول تربطها اتفاقيات تجارة حرة مع الولايات المتحدة، بما في ذلك المغرب.

وأشارت الصحيفة إلى أن المغرب يتمتع بميزة إضافية مع استثمارات الصين في البطاريات الكهربائية، بفضل موارده المعدنية الأساسية لصناعتها. ومن المقرر أن يتم افتتاح أول مصنع مغربي لإنتاج كبريتات الكوبالت في 2025 جنوب مراكش، ومصنع نحاس آخر في تزنيت بحلول 2025. كما أن الفوسفاط، الذي يملك المغرب 70٪ من احتياطياته العالمية، سيزداد أهميته مع زيادة استخدام بطاريات الفوسفاط الحديدية الليثيومية في السيارات الكهربائية على المستوى العالمي، كما يحدث بالفعل في الصين.

وخلصت الصحيفة إلى أن التقارب الصيني المغربي لا يرتبط فقط بالاقتصاد، بل يشمل أيضاً السياسة، حيث يتوافق البلدان في العديد من القضايا، إذ يدعم المغرب “وحدة الصين”، في حين تتخذ الصين مواقف محايدة في قضية الصحراء.

إقرأ أيضا: الصين تعلن عن استثمار 50 مليار دولار في إفريقيا

أخبار ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى