إعلان الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية يشعل مواجهة بين الرئيس والمعارضة

الرئيس الكوري الجنوبي يفرض الأحكام العرفية
فرض الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول، الثلاثاء، الأحكام العرفية، متهماً المعارضة بأنها “قوى مناهضة للدولة”، ما أثار موجة من الانتقادات والاحتجاجات. تجمع مئات المواطنين أمام مبنى البرلمان، الذي أغلق وأحاطت به المروحيات، في تصعيد نادر لم تشهده البلاد منذ أكثر من 40 عاماً.
أُسندت مسؤولية تنفيذ الأحكام العرفية إلى قائد الجيش، الجنرال بارك آن-سو، الذي أصدر مرسوماً بحظر جميع الأنشطة السياسية. اقتحمت قوات من الجيش البرلمان لفترة وجيزة، بينما واجهت قوات الأمن المتظاهرين الذين هتفوا “أوقفوا يون سوك يول”.
كوريا الجنوبية، التي تُعد حليفاً رئيسياً للولايات المتحدة في آسيا، شهدت ردود فعل دولية، حيث أعربت واشنطن عن “قلقها العميق” من التطورات، مطالبةً سيول باحترام سيادة القانون. كما حثت الصين مواطنيها في كوريا الجنوبية على توخي الحذر.
في خطاب متلفز، قال يون إن الخطوة تهدف إلى حماية البلاد من “التهديدات الشيوعية”، متهماً المعارضة بشلّ الحكومة والسعي إلى إسقاط النظام الديموقراطي. وأكد أن الجمعية الوطنية أصبحت “ملاذاً للمجرمين” و”وكراً للديكتاتورية التشريعية”.
في المقابل، اعتبر زعيم المعارضة، لي جاي-ميونغ، القرار “غير دستوري وباطل”، مطالباً برفع الأحكام العرفية. وبعد تصويت في الجمعية الوطنية، التي تهيمن عليها المعارضة، لم يتضح بعد ما إذا كان سيتم احترام قرار رفع الأحكام العرفية.
الأزمة السياسية تصاعدت بسبب الخلاف حول الميزانية العامة، حيث اتهم يون نواب المعارضة بقطع الميزانيات الضرورية لمكافحة الجرائم والحفاظ على السلامة العامة. وبدورها، قلّصت المعارضة ميزانية الرئيس، مما أدى إلى هذه الأزمة الحادة.
شدد يون على أن الخطوة لن تؤثر على السياسة الخارجية، متعهداً بإعادة البلاد إلى وضعها الطبيعي بأسرع وقت ممكن. ومع تراجع شعبيته إلى 19% فقط، يبدو أن الرئيس يواجه تحدياً كبيراً في الحفاظ على استقرار البلاد.
إقرأ أيضا: اعتداء على دبلوماسي روسي وزوجته في الدار البيضاء يثير استنفارًا أمنيًا