الرئيسية

الشعب المغربي يحتفل بالذكرى 81 لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال

المغرب يحتفل بذكرى وثيقة المطالبة بالاستقلال

يحيي الشعب المغربي الذكرى الـ81 لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، التي شكلت محطة مفصلية في مسار الكفاح الوطني من أجل نيل الحرية والتخلص من نير الاستعمار. هذه المناسبة تحمل في طياتها العديد من المعاني العميقة التي تجسد إرادة الشعب في الدفاع عن حقوقه وحريته.

وتستعيد الأمة المغربية، من خلال هذه الذكرى، اللحظات البطولية التي شهدتها الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير، حيث يخلد المغاربة كل تضحياتهم في سبيل الاستقلال. يتزامن هذا الاحتفال مع حالة من الوحدة الوطنية التي تظهر بشكل جلي في دعم القيم الوطنية والمقدسات.

في بداية القرن العشرين، فرض الاستعمار الأوروبي على المغرب تقسيمًا سياسيًا جغرافيًا، فحصلت الحماية الفرنسية على وسط المملكة، بينما كانت الحماية الإسبانية تشمل الشمال والجنوب، في حين خضعت طنجة لنظام دولي. هذا التقسيم جعل صراع التحرير الوطني طويلًا ومعقدًا، إلا أن الشعب المغربي بقي متمسكًا بحقوقه رغم هذه التحديات.

من خلال الانتفاضات الشعبية والمعارك الشديدة في مناطق الأطلس والمتوسط، وكذلك النضال السياسي من أجل تحقيق مطالب الشعب، تقدم المغرب خطوة تلو الأخرى نحو تحقيق الاستقلال. كما تميزت هذه الفترة بالمطالبة بالإصلاحات السياسية، من بينها اعتراض الشعب على الظهير الاستعماري التمييزي في 1930.

وعندما تولى جلالة المغفور له محمد الخامس العرش في 1927، أصبح رمزًا حقيقيًا للمقاومة. ومن خلال مشاركته في مؤتمر آنفا في يناير 1943، طرح قضية استقلال المغرب بشكل جاد، وأكد على ضرورة إنهاء الحماية وإعادة السيادة للمملكة. كما لقي دعمًا كبيرًا من الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت الذي اعتبر طموح المغرب في الاستقلال حقًا مشروعًا.

شكلت وثيقة الاستقلال، التي وقع عليها 67 من شخصيات المقاومة في 11 يناير 1944، نقطة تحول بارزة، حيث تضمنت مطالب رسمية تؤكد على رغبة الشعب في استقلال كامل تحت قيادة الملك محمد الخامس. كما دعت الوثيقة إلى إنشاء نظام سياسي شوري يضمن حقوق جميع فئات الشعب المغربي.

في عام 1947، جدد الملك محمد الخامس، خلال زيارته التاريخية لمدينة طنجة، المطالبة بالاستقلال، وهو ما دفع السلطات الاستعمارية إلى نفيه. لكن هذه الخطوة لم تفعل سوى تعزيز عزيمة الشعب المغربي واستمرار النضال الذي توج بالاستقلال في 1956.

إن إحياء ذكرى وثيقة المطالبة بالاستقلال هو تذكير دائم بالروح الوطنية والتضحية التي قدمها الشعب المغربي في سبيل حريته، وبالترابط الوثيق بين العرش والشعب لتحقيق السيادة الوطنية.

إقرأ أيضا: جلالة الملك محمد السادس يصدر عفوه السامي على 1304 أشخاص بمناسبة ذكرى 11 يناير

أخبار ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى