ما هي أعراض بوحمرون في الحالات الحرجة؟

بوحمرون: الأعراض والوقاية منه
مرض الحصبة أو “بوحمرون” يعتبر من الأمراض المعدية التي تشهد المغرب زيادة ملحوظة في عدد الإصابات بها، وهو ما يستدعي إجراءات صحية استباقية على مستوى الوقاية والعلاج. وفقًا للبيانات الأخيرة التي تم الإعلان عنها من قبل وزارة الصحة والحماية الاجتماعية في المغرب، يعاني بعض المرضى من أعراض حرجة تتطلب العلاج داخل المستشفيات، بينما يظل الوضع الوبائي في المجمل تحت السيطرة.
الأعراض والأعراض الحرجة للمرض
يصاب الأفراد المصابون بمرض الحصبة بأعراض مميزة تبدأ عادة بالحمى، الطفح الجلدي، احمرار العينين، وسيلان الأنف. ومع ذلك، فإن الحالات الحرجة التي تحتاج إلى استشفاء تتسم بأعراض أكثر تعقيدًا، مثل التهاب رئوي حاد، التهاب في السحايا، وأحيانًا التهابات الأذن والتهابات الدماغ التي قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل العمى أو تلف الدماغ.
تبلغ نسبة الحالات التي تحتاج إلى علاج مكثف داخل المستشفيات حوالي 10% من مجموع الإصابات، ويعاني معظم المرضى في هذه الحالات من مشاكل تنفسية حادة وإسهال شديد يؤدي إلى التجفاف. وقد تؤدي هذه المضاعفات إلى الوفاة في بعض الحالات، حيث يبلغ معدل الفتك بالمرض نحو 0.5%. ويُلاحظ أن الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة أو كبار السن هم الأكثر عرضة للتأثر بمضاعفات المرض.
علاج مرض الحصبة
من الجدير بالذكر أن مرض الحصبة لا يتوفر له علاج مخصص للقضاء على الفيروس نفسه. بل يتم التركيز على العلاج الداعم الذي يهدف إلى تخفيف الأعراض. يشمل ذلك تناول مكملات فيتامين “A” بشكل أساسي، والتي ثبت أنها تساهم في تعزيز جهاز المناعة لدى المرضى وتقليل شدة الأعراض. إلى جانب ذلك، يتم تقديم الأدوية التي تساعد في علاج الحمى والتعفنات المصاحبة للمرض، بالإضافة إلى علاج الأعراض الأخرى مثل التهابات الأذن أو التهاب الرئة.
الوضع الوبائي في المغرب
فيما يتعلق بالوضع الوبائي، أفادت وزارة الصحة أن المغرب يشهد ارتفاعًا في حالات الحصبة مقارنة بالأعوام السابقة، ولكن الوضع لا يزال تحت السيطرة بشكل عام، مع اتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من انتشار المرض. ورغم أن الأوضاع الصحية كانت أكثر تعقيدًا أثناء جائحة كوفيد-19، إلا أن الوضع الراهن لا يشهد نفس درجة الخطورة، مع العلم أن المرضى الذين يصلون إلى المستشفيات في مراحل متأخرة من الإصابة يعانون بشكل أكبر، خاصة الذين يعانون من أمراض مزمنة.
ويُشير الخبراء إلى أن الوضع الوبائي في المغرب لا يزال يستدعي الاهتمام، خصوصًا مع ارتفاع حالات الإصابة بين الكوادر الصحية التي تعرضت للإصابة جراء العدوى المنتقلة من المرضى.
الحملة الوطنية للتلقيح
في إطار الجهود التي تبذلها الحكومة لمكافحة انتشار مرض الحصبة، بدأت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية في المغرب حملة تلقيح واسعة تشمل جميع الفئات العمرية. الحملة، التي بدأت في ديسمبر 2024، تستهدف توفير حماية شاملة ضد الحصبة وتوسيع نطاق التلقيح ليشمل البالغين، بعد أن كانت الحملة الاستدراكية السابقة قد ركزت على الأطفال دون سن 18 عامًا.
أوضح مسؤولو الصحة أن تلقي اللقاح يعد أداة فعالة للحد من انتشار المرض وتوفير مناعة جماعية ضد الحصبة، ما يسهم في حماية الأفراد من مضاعفات المرض الخطيرة. وقد أصدرت الوزارة تعليمات للمراكز الصحية لاستقبال الأشخاص الراغبين في التلقيح من جميع الأعمار، شريطة أن يحضروا دفاترهم الصحية للتحقق من تلقيهم الجرعات اللازمة في مرحلة الطفولة. تجدر الإشارة إلى أن هذه الحملة طوعية وليست إجبارية.
أشار المسؤولون أيضًا إلى أن التركيز في هذه المرحلة ينصب على تلقيح الكوادر الصحية في الصفوف الأمامية، والتي كانت قد تأثرت بالعدوى جراء التعامل مع المرضى المصابين بالحصبة. وقد تسببت العدوى المنتقلة من المرضى إلى الكوادر الصحية في زيادة الوعي بضرورة تعزيز جهاز المناعة في هذه الفئة.
تعزيز الوقاية
تستمر الوزارة في تعزيز الوقاية من مرض الحصبة من خلال تنفيذ إجراءات وقائية إضافية داخل المستشفيات والمؤسسات الصحية، خاصة فيما يتعلق بالحفاظ على السلامة الصحية للكوادر العاملة مع المرضى. كما أن المؤسسات الصحية المحلية تواصل التوعية بأهمية التلقيح والإجراءات الوقائية.
تعتبر الحصبة من الأمراض التي يمكن الوقاية منها بسهولة عبر اللقاح، مما يجعل التلقيح الجماعي أمرًا بالغ الأهمية في حماية المجتمع من انتشار المرض والحد من الإصابات الشديدة التي قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة.
وفي ظل زيادة عدد الإصابات بمرض الحصبة في المغرب، تعد الحملة الاستدراكية للتلقيح خطوة مهمة نحو مواجهة هذا المرض وتقليل خطر انتقاله في المجتمع. وبينما تواصل الوزارة جهودها في الوقاية والعلاج، يبقى التلقيح هو الحل الأمثل للحد من انتشار المرض وحماية الأفراد من مضاعفاته.
إقرأ أيضا: تسجيل 79 إصابة بداء الحصبة (بوحمرون) في السجون المغربية وجهود مكثفة للحد من العدوى