لفتيت: النقل الحضري بالمغرب مقبل على تحول جذري
برنامج جديد للنقل الحضري في المغرب
أكد عبد الوافي لفتيت، وزير الداخلية، أن قطاع النقل بواسطة سيارات الأجرة في المغرب يحتاج إلى إعادة تقييم شاملة من قبل جميع الأطراف المعنية، بهدف إيجاد حلول مستدامة تواكب التحديات المستقبلية.
وخلال جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس المستشارين، أشار لفتيت إلى أن هذا القطاع يعاني من مشاكل متعددة، تشمل الوضعية الاجتماعية للسائقين، والحالة الميكانيكية للمركبات، إلى جانب الإشكال المرتبط بتصنيف سيارات الأجرة إلى صنفين، الكبير والصغير، وهو نظام فريد لا يوجد في أي دولة أخرى، وفق تعبيره.
أما فيما يخص التطبيقات الذكية للنقل، فقد شدد الوزير على ضرورة التعامل مع هذه المستجدات بواقعية، قائلاً: “لا يمكن إنكار وجودها أو تجاهلها، ويجب التعامل معها وفق مقاربة متكاملة”. كما أكد أن الوزارة تجري حاليًا دراسات معمقة من أجل بلورة حلول مبتكرة تتماشى مع تطور القطاع، متعهدًا بالكشف عن هذه الحلول قريبًا بالتشاور مع كافة الأطراف المعنية.
إصلاح شامل لقطاع النقل الحضري
وفي سياق متصل، أكد لفتيت أن الوزارة تبذل جهودًا مكثفة لتطوير قطاع النقل الحضري عبر تنفيذ مشاريع هيكلية، مثل الترامواي في الرباط والدار البيضاء، والحافلات عالية الجودة في الدار البيضاء وأكادير، مشيرًا إلى أن المدن المغربية تواجه تحديات حقيقية في هذا المجال، أبرزها اهتراء أسطول الحافلات وطرق التشغيل التقليدية، وهو ما لا يليق بمستوى المغرب الحالي.
وكشف الوزير عن برنامج جديد للنقل الحضري للفترة 2025-2029، يهدف إلى إحداث قطيعة مع النماذج السابقة، بميزانية تقدر بـ 11 مليار درهم تشمل 37 سلطة مفوضة، وتتضمن اقتناء 3746 حافلة جديدة بمعايير متطورة.
وسيتم في إطار هذا البرنامج الفصل بين الاستثمار والتشغيل، بحيث تتكفل الدولة بشراء الحافلات وضمان جودتها، بينما ستوكل مهمة التسيير إلى شركات خاصة، مع اعتماد آليات رقمية حديثة لمراقبة العقود وتحسين مستوى الخدمة.
وفيما يخص تنفيذ البرنامج، أعلن لفتيت عن إصدار طلبات العروض لشراء 1317 حافلة لمدن فاس، مراكش، طنجة، تطوان، أكادير، وبنسليمان، موضحًا أن عملية فتح الأظرفة ستتم في 15 مارس المقبل، بهدف تشغيل معظم هذه الحافلات قبل نهاية العام، على أن يتم تعميم المشروع بالكامل بحلول عام 2026، مما سيحدث نقلة نوعية في منظومة النقل الحضري بالمملكة.
إقرأ أيضا: الحكومة تستعد لإطلاق برنامج لدعم التشغيل في العالم القروي
