حول العالم

في رسالة إلى ترامب.. 145 نائب أمريكي يعبرون عن رفضهم لخطة تهجير سكان غزة

نواب الكونغرس يرفضون تهجير الفلسطينيين

في تحرك سياسي بارز، وجه 145 نائبًا أمريكيًا، يوم الخميس، رسالة إلى الرئيس دونالد ترامب، يعبرون فيها عن رفضهم القاطع لمقترحاته المتعلقة بتهجير سكان قطاع غزة. واعتبر النواب، المنتمون للحزبين الديمقراطي والجمهوري، أن هذه الخطة تشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وتهدد المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة.

وضمت قائمة الموقعين على الرسالة عددًا من النواب اليهود الداعمين لخيار حل الدولتين، معتبرين أن أي تحرك يستهدف تغيير التركيبة السكانية للقطاع سيؤدي إلى تفاقم الأوضاع الإقليمية، بدلًا من تحقيق الاستقرار.

وأكد النواب في رسالتهم أن تصريحات ترامب بشأن مستقبل غزة تحمل “مخاطر جسيمة”، ورفضوا أي مخطط يتضمن إبعاد السكان الفلسطينيين قسريًا أو تحويل القطاع إلى ما وصفه ترامب بـ”ريفييرا الشرق الأوسط”.

تحذيرات قانونية وأخلاقية

إلى جانب الاعتراض الأخلاقي، عبّر المشرعون الأمريكيون عن قلقهم من التداعيات القانونية للمقترح، مؤكدين أنه يتعارض مع اتفاقيات جنيف، وقد يعرض الولايات المتحدة لفقدان مصداقيتها الدولية. كما أشاروا إلى أن مثل هذه الخطط قد تزيد من التوترات الإقليمية وتساهم في تصاعد النشاطات الإرهابية، مما ينعكس سلبًا على الأمن القومي الأمريكي.

وأبدى النواب معارضتهم الشديدة لأي مشاركة عسكرية أمريكية في تنفيذ مخطط التهجير، معتبرين أن ذلك قد يضع الجنود الأمريكيين في موقف قانوني حرج، خاصة في منطقة متوترة مثل الشرق الأوسط.

انعكاسات على جهود وقف إطلاق النار

كما حذر النواب من أن تصريحات ترامب “المتهورة” قد تعرقل الجهود الدولية الرامية للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة، والذي تحقق بعد مفاوضات شاقة بوساطة أطراف إقليمية ودولية. وأكدوا أن أي تحرك غير محسوب قد يؤدي إلى تفجير الأوضاع مجددًا وزيادة معاناة المدنيين من الجانبين.

مطالب بحل واقعي ومستدام

في المقابل، دعا النواب إدارة ترامب إلى تبني رؤية بديلة تقوم على إعادة إعمار غزة بدعم دولي، بما يضمن حياة كريمة لسكان القطاع، إلى جانب تعزيز الأمن الإسرائيلي. وشددوا على أهمية العمل مع الحلفاء، وخاصة الدول العربية التي تلعب دور الوسيط، لتحقيق سلام مستدام في المنطقة.

كما أشاروا إلى ضرورة توسيع جهود التطبيع بين إسرائيل والدول العربية، مع التركيز على دفع العلاقات مع السعودية، باعتبارها خطوة استراتيجية لتعزيز الاستقرار الإقليمي.

تداعيات سياسية داخلية

يأتي هذا التحرك ليعزز الضغوط المتزايدة داخل الكونغرس ضد سياسات ترامب تجاه الشرق الأوسط. فمنذ إدلائه بتصريحاته بشأن غزة، واجه الرئيس الأمريكي انتقادات واسعة، ووُجهت إليه اتهامات من بعض النواب الديمقراطيين بدعم “التطهير العرقي”. بل وصل الأمر إلى مطالبات بعزله ومحاسبته وفقًا للدستور الأمريكي.

إقرأ أيضا: الكونغرس الكولومبي يعارض رئيس بلاده ويدعم مغربية الصحراء

أخبار ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى