حول العالم

الأمم المتحدة: جميع أطفال غزة يعانون من صدمة نفسية هائلة بعد تجدد القتال

أطفال غزة يواجهون صدمة نفسية هائلة

حذرت الأمم المتحدة من أن جميع أطفال غزة، الذين يقترب عددهم من مليون، يعانون من صدمة نفسية عميقة مع استمرار القصف الإسرائيلي ونقص المساعدات الإنسانية.

وأكد العاملون في المجال الإنساني أن الوضع في القطاع يزداد خطورة، حيث ارتفع عدد الضحايا المدنيين بشكل ملحوظ بعد استئناف العمليات العسكرية الإسرائيلية عقب هدنة استمرت ستة أسابيع.

وسلط سام روز، نائب المدير الميداني الأول لوكالة “الأونروا“، الضوء على حجم الصدمة النفسية التي يتعرض لها الأطفال، مشيرًا إلى أنهم كانوا يعانون مسبقًا من صدمات متراكمة قبل أن يجدوا أنفسهم مجددًا تحت القصف.

وقال روز، متحدثًا من غزة لصحافيين في جنيف، إن “هناك صدمة نفسية هائلة تطال مليون طفل”، مضيفًا أن الغارات الجوية الأخيرة كانت الأعنف منذ 19 يناير، مما أعاد للسكان ذكريات الأيام الأولى للحرب التي دمرت القطاع وأدت إلى أزمة إنسانية غير مسبوقة.

وأوضح أن “الوضع حاليًا أسوأ من السابق، لأن السكان باتوا منهكين، وأجهزتهم المناعية تدهورت، وهم على شفا المجاعة”.

وأضاف أن “الأطفال الذين عادوا إلى مقاعد الدراسة بعد انقطاع دام 18 شهرًا، وجدوا أنفسهم الآن يعيشون في خيام وسط دوي القصف المتواصل”، مشددًا على أن “الخوف بات يتضاعف مع كل يوم يمر”.

كارثة إنسانية مستمرة

من جانبه، أشار جيمس إلدر، المتحدث باسم منظمة “اليونيسف”، إلى أن معالجة الصدمات النفسية لدى الأطفال تبدأ عادة بعد عودتهم إلى الحياة الطبيعية، محذرًا من أن الوضع في غزة يمثل “حالة استثنائية في التاريخ الحديث، حيث يحتاج جميع الأطفال إلى دعم نفسي عاجل”.

وأفاد الدفاع المدني في غزة بأن أكثر من 500 شخص قُتلوا منذ الثلاثاء، بينهم أكثر من 190 طفلًا، ما يجعلها إحدى أكثر الفترات دموية منذ اندلاع الحرب.

كما تكبد العاملون في المجال الإنساني خسائر فادحة، حيث قتل سبعة من موظفي “الأونروا” خلال الأيام القليلة الماضية، ليرتفع إجمالي عدد قتلاها إلى 284 منذ بدء الحرب.

وفي السياق ذاته، أعلنت منظمة “أطباء بلا حدود” أن عاملًا إنسانيًا من بلغاريا قُتل هذا الأسبوع، إلى جانب أحد موظفيها المحليين.

نقص كارثي في المساعدات

وحذر المسؤولون الإنسانيون من أن الوضع تفاقم بعد أن قررت إسرائيل وقف إمدادات المساعدات والكهرباء إلى غزة، في ظل تعثر المفاوضات حول تمديد وقف إطلاق النار.

وقال روز إن “المساعدات التي دخلت إلى غزة خلال فترة الهدنة التي استمرت ستة أسابيع تجاوزت بكثير ما تم إدخاله في الأشهر الستة السابقة”، لكنه أضاف أن هذا التقدم بات مهددًا بالتراجع.

وأشار إلى أن احتياطيات الدقيق في القطاع تكفي بالكاد ستة أيام، في ظل استمرار القيود على دخول المواد الغذائية.

وعندما سُئل عن اتهامات إسرائيل لحماس بسرقة المساعدات، نفى روز وجود أي دليل على ذلك، موضحًا أن “المساعدات لم تعد تصل أصلًا، وبالتالي لا يوجد شيء يمكن الاستيلاء عليه”.

وأضاف أنه إذا لم يتم استئناف تدفق المساعدات، فإن غزة قد تشهد موجة جديدة من الفوضى والنهب، مع تزايد المعاناة بين السكان.

وفيما يتعلق بالاحتياجات الطبية، أوضح إلدر أن هناك “180 ألف جرعة لقاحات منقذة للحياة محتجزة على بعد كيلومترات قليلة، وغير مسموح لها بالدخول”، إلى جانب نقص حاد في حاضنات الأطفال وأجهزة التنفس الاصطناعي اللازمة لحديثي الولادة.

إقرأ أيضا: المغرب يدين بشدة خرق إسرائيل لوقف إطلاق النار في غزة

أخبار ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى