القوات المسلحة الملكية المغربية: أدوار إنسانية تتجاوز الحدود
المساهمات الإنسانية للجيش المغربي
تُبرز المساهمة الفعالة للقوات المسلحة الملكية، بناءً على تعليمات القائد الأعلى الملك محمد السادس، في جهود إنقاذ المتضررين من الكوارث والأزمات، مدى إشادة المواطنين المغاربة بها. من زلزال أكادير والحسيمة وصولاً إلى زلزال الحوز والفيضانات الأخيرة التي اجتاحت الجنوب الشرقي للبلاد، وقد برزت المؤسسة العسكرية المغربية بأدوارها الإنسانية البارزة إلى جانب أدوارها التقليدية في حماية حدود الوطن وحفظ حوزته الترابية.
هذه الأدوار تتجاوز حدود الوطن لتشمل أيضا مساعدة دول وشعوب أخرى في تخطي الأزمات، بدءًا من سوريا وفلسطين وصولًا إلى القارة الإفريقية. حيث تساهم القوات المسلحة الملكية المغربية في استتباب الأمن والحفاظ على الاستقرار من خلال المشاركة الفعالة في البعثات الأممية لحفظ السلام، مما يعكس ضرورة الأمن كحاجة أساسية لتحقيق التنمية.
في هذا السياق، قال الحسين أولودي، باحث في الجغرافيا السياسية والقضايا الأمنية، إن القوات المسلحة الملكية لعبت أدواراً مهمة في تدبير وإدارة الأزمات والكوارث التي ضربت البلاد، مثل زلزال الحوز والفيضانات الأخيرة في الجنوب الشرقي للمملكة. وأوضح أن عناصر الجيش المغربي كانوا دائماً في الصفوف الأمامية ومن أوائل المتدخلين لإنقاذ ونجدة المصابين وإجلائهم، نظراً لتجربتهم وتجهيزاتهم المتطورة.
وأضاف أولودي أن القوات المسلحة تدخلت بفعالية في مناطق مثل طاطا وزاكورة وورزازات، مشيراً إلى وصول عناصر الهندسة العسكرية للبحث عن المفقودين في دوار إكمير، واستخدام الكلاب المدربة والطائرات المسيرة في عمليات البحث والإنقاذ.
وأكد أولودي أن أدوار القوات المسلحة الملكية تتجاوز الأدوار الدفاعية إلى أدوار إنسانية واجتماعية، مدعومة بالمناورات والتدريبات المستمرة التي تكسبها تجارب مهمة لضمان نجاعة عمليات التدخل والإنقاذ. وأوضح أن هذه الأدوار الإنسانية لا تقتصر فقط على الداخل بل تمتد إلى الخارج، حيث ساهم الجيش المغربي في التخفيف من وطأة الأزمات الإنسانية والكوارث في عدة دول من خلال بناء المستشفيات العسكرية الميدانية وإرسال المساعدات الطبية والإغاثية.
وأشار أولودي إلى المستشفى العسكري الذي أقامه المغرب في مخيم الزعتري بالأردن لصالح اللاجئين السوريين، والمستشفى الميداني المغربي في غزة. كما أكد أن القوات المسلحة المغربية تلعب أدواراً مهمة في التدخل العسكري الإنساني من خلال المشاركة في البعثات الأممية لحفظ السلام في البلدان الإفريقية، بالإضافة إلى خدمات الرعاية الصحية التي توفرها لمواطني هذه الدول.
إقرأ أيضا: الأمن الوطني يوقف شابًا متطرفا يخطط لعمليات إرهابية