صحيفة بريطانية تدعوا حكومة بلادها إلى الإعتراف بسيادة المغرب على صحرائه ودعم مقترح الحكم الذاتي المغربي

دعوات بريطانية لدعم الحكم الذاتي بالصحراء

دعت صحيفة بريطانية الحكومة البريطانية الجديدة إلى الانضمام إلى الدول الأوروبية التي أبدت دعمها لمقترح الحكم الذاتي كحل للنزاع المستمر حول الصحراء المغربية. وفي تقرير نشرته صحيفة “European Reporter” يوم أمس، أشار كولين ستيفنز، مراسلها في الشؤون السياسية، إلى أن اعتراف بريطانيا بالسيادة المغربية على الصحراء يعد خطوة مهمة نحو تحقيق الاستقرار في المنطقة.

وأضاف التقرير أن الحكومة البريطانية، تحت قيادة حزب العمال الذي انتخب بفوز ساحق في الرابع من يوليو 2024، تعهدت بإجراء تغييرات هامة في سياستها الخارجية. وأعرب كل من رئيس الوزراء كير ستارمر ووزير الخارجية ديفيد لامي عن رغبتهما في التراجع عن سياسة “بريطانيا العالمية” التي اعتمدها حزب المحافظين سابقاً، والتي وصفها البعض بأنها تفتقر إلى القيادة الفعالة.

على مدار العامين الماضيين، حظيت قضية الصحراء المغربية باهتمام متزايد من قبل العديد من الدول الأوروبية، وقد أشار التقرير إلى أن هذه القضية قد تتصدر أولويات الحكومة البريطانية الجديدة. في مايو الماضي، تم إعادة طرح موضوع الاعتراف بمغربية الصحراء في مجلس العموم البريطاني، حيث ناقش نحو عشرة برلمانيين الموقف الرسمي لبريطانيا، والذي كان يقتصر على دعم المبادئ التي تتبناها الأمم المتحدة. ونتيجة لهذا النقاش، وقع 30 نائبا في البرلمان على عريضة تدعم خطة الحكم الذاتي المغربية.

رغم التغييرات الأخيرة في تركيبة مجلس العموم، فإن التوجهات السياسية لحزب العمال تشير إلى أهمية قضية الصحراء المغربية. ويهدف رئيس الوزراء الجديد إلى تغيير الصورة الدولية لبريطانيا كفاعل نشيط، مستعد للتعاون مع الشركاء وقيادة التغيير.

أوضح التقرير أن حزب العمال يعتزم تركيز جهوده على القضايا الأوروبية بدلاً من الآسيوية، بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي ودول كبرى مثل ألمانيا وفرنسا. ومن المتوقع أن تكتسب قضايا الحروب والنزاعات والهجرة وتغير المناخ أهمية أكبر، مما يجعل قضية الصحراء جزءاً من هذه الاهتمامات، نظرًا لعلاقتها بالأمن والهجرة والطاقة المتجددة.

وأكدت الصحيفة أن دولًا أوروبية مثل إسبانيا وألمانيا وفرنسا قد أعلنت دعمها لمقترح الحكم الذاتي المغربي، مع إدراكها أن هذا الحل يمثل خطوة عملية نحو إنهاء النزاع. وقد استندت إلى تحليل صادر عن “منتدى كامبريدج للشرق الأوسط وشمال إفريقيا”، الذي أكد على ضرورة تعزيز الأمن الإقليمي والحد من الهجرة إلى أوروبا من خلال التعاون مع المغرب.

لفت التقرير إلى أن المغرب يمتلك إمكانيات كبيرة في مجال الطاقة المتجددة، مما يجعله شريكًا مثاليًا، خاصةً في ظل زيادة الاهتمام بأهداف التنمية المستدامة وتغير المناخ. ومع استمرار الصراع الروسي الأوكراني، تواجه الحكومات الأوروبية تحديات غير مسبوقة تتعلق بالتوسع الروسي في مناطق عدة، مما قد يزيد من أهمية قضية الصحراء في السياسة البريطانية. وخلص التقرير إلى أن هذه القضية يجب أن تكون من الأولويات في السياسة الخارجية للحكومة البريطانية الجديدة، حيث تمثل فرصة لتعزيز التزام بريطانيا بحل النزاعات وتعزيز التعاون مع شركائها الأوروبيين.

إقرأ أيضا: هنغاريا: الشراكة الاستراتيجية بين الاتحاد الأوروبي والمغرب تصب في مصلحة الجميع