المغرب يرفض اقتراح المبعوث الأممي دي ميستورا بتقسيم الصحراء مع البوليساريو

المغرب يرفض مقترح دي ميستورا بتقسيم الصحراء

أعلنت المملكة المغربية عن رفضها لمقترح تقسيم الصحراء الذي قدمه ستافان دي ميستورا، المبعوث الأممي للصحراء، والذي يهدف إلى تقسيم المنطقة بين المغرب وجبهة البوليساريو كحل للنزاع المستمر لأكثر من خمسين عامًا، حسبما ذكرت وكالة رويترز.

في إحاطة لمجلس الأمن عقدت خلف الأبواب المغلقة يوم الأربعاء، أوضح دي ميستورا أن التقسيم “قد يتيح إقامة دولة مستقلة في الجزء الجنوبي من الإقليم، ودمج الباقي ضمن المغرب مع الاعتراف الدولي بسيادته عليه”. ومع ذلك، لم يقبل أي من الأطراف، سواء المغرب أو جبهة البوليساريو، بهذا الاقتراح. وأشار دي ميستورا إلى ضرورة إعادة النظر في جدوى دور مبعوث الأمم المتحدة إذا لم يتم إحراز تقدم خلال ستة أشهر.

من جانبه، أكد عمر هلال، السفير المغربي لدى الأمم المتحدة، أن الدعم الدولي المتزايد لمبادرة الحكم الذاتي المغربية يعكس تأييد المجتمع الدولي لرؤية المملكة لمستقبل الصحراء. وأبرز هلال أن النص المستخدم في مشروع القرار الصادر عن اللجنة الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة لم يشر إلى الإقليم كمنطقة خاضعة للاستعمار والاحتلال، بل وصفها كنزاع إقليمي بين المغرب والجزائر.

وأوضح هلال أن أكثر من مائة دولة، من بينها أعضاء دائمون في مجلس الأمن و19 دولة من الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى منظمات إقليمية، عبرت عن دعمها الثابت للمقترح المغربي باعتباره الأساس الوحيد الجدي والمصداقية للحل السياسي. وأضاف أن فتح قنصليات لأكثر من 30 دولة في العيون والداخلة يعد دليلًا قاطعًا على الاعتراف الدولي بالسيادة المغربية على الصحراء.

وأشار هلال إلى أن مبادرة الحكم الذاتي المغربية تعد الأساس الوحيد لتسوية النزاع، حيث تضمن إدارة السكان المحليين لشؤونهم وتساهم في تعزيز الاستقرار والتنمية الإقليمية. وشدد على أن مشروع الجزائر الانفصالي في الصحراء قد فشل بشكل ذريع بعد مرور خمسين عامًا.

في الوقت نفسه، رفض المغرب بشكل قاطع أي حل يتجاوز إطار مبادرة الحكم الذاتي التي قدمها في عام 2007 وحظيت بدعم دولي واسع في السنوات الأخيرة. ويعتبر مراقبون أن مقترح دي ميستورا يتعارض مع الدينامية التي شهدها ملف الصحراء مؤخرًا، حيث تزايد الدعم الدولي للمغرب في هذه القضية.

جدير بالذكر أن فرنسا قد أعلنت في يوليو الماضي عن دعمها لمقترح الحكم الذاتي المغربي كحل وحيد لإنهاء النزاع في الصحراء، وكانت إسبانيا قد اتخذت موقفًا مشابهًا في وقت سابق. وفي عام 2020، أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية بشكل رسمي دعمها للسيادة المغربية الكاملة على الصحراء، وتعد الولايات المتحدة وفرنسا أعضاء دائمين في مجلس الأمن.

إقرأ أيضا: الإنتربول يوقف 66 شخصًا في عملية أمنية واسعة بالتعاون مع المغرب