حول العالم

هجوم إسرائيلي على عمدة أمستردام بعد تراجعها عن تصريحات تسيء لمغاربة هولندا

انتقادات واسعة لعمدة أمستردام بسبب تصريحاتها

تعرضت فيمكي هالسيما، عمدة أمستردام، لانتقادات شديدة من المسؤولين الإسرائيليين على خلفية تصريحاتها بشأن أحداث العنف الأخيرة التي شهدتها العاصمة الهولندية. وكانت هالسيما قد تراجعت عن استخدام مصطلح “المذبحة” أو “البوغروم” لوصف الاشتباكات التي نشبت بين مشجعي فريق مكابي تل أبيب الإسرائيلي ومجموعة من العرب والمغاربة المؤيدين للقضية الفلسطينية. وعزت ذلك إلى أن المصطلح تم استخدامه لأغراض سياسية.

وقد شن وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي، جدعون ساعر، هجومًا لاذعًا على هالسيما، واصفًا تصريحاتها بأنها “غير مقبولة تمامًا”، مضيفًا أنه “لا يجب أن يتفاقم الفشل الذي حدث في تلك الليلة ليصبح فشلًا أكبر يتمثل في التغطية على الواقعة”.

تعود بداية التوترات في تلك الليلة عندما قام مشجعو مكابي تل أبيب بإزالة الأعلام الفلسطينية من شوارع أمستردام ومنازل مغاربة وأتراك، مرددين شعارات معادية للمسلمين، ما أدى إلى تصاعد الغضب لدى الضحايا. ومن جهتها، عبرت هالسيما عن أسفها لاستخدام مصطلح “البوغروم”، الذي يرتبط عادة بهجمات نازية ضد اليهود، موضحة أن هدفها كان تسليط الضوء على مخاوف يهود أمستردام، لكن المصطلح تم تسييسه بشكل مفرط.

وأوضحت هالسيما أن ما حدث لا يعكس الصورة الكاملة للأحداث، حيث أكدت أن مشجعي مكابي تل أبيب لعبوا دورًا كبيرًا في تأجيج الوضع. من جانب آخر، وصف رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ما جرى بأنه “هجوم عنيف” على الإسرائيليين، في حين أرسل وزير الشتات، أميحاي شيكلي، تقريرًا من 27 صفحة إلى البرلمان الهولندي يدعي وجود صلات بين منظمات هولندية وحركة حماس، مما دفع الأحزاب اليمينية الهولندية إلى المطالبة بتصنيف هذه المنظمات كإرهابية.

وتستمر التوترات، حيث استخدم الحزب المسيحي اليميني SGP التقرير من أجل الدفع بتصنيف هذه المنظمات ضمن قائمة الكيانات الإرهابية. كما انتقدت هالسيما الخطاب السياسي في لاهاي، مشيرة إلى قلقها من أن هذا النقاش قد يؤدي إلى زيادة الانقسامات في المدينة. وأضافت أن الأشخاص أصبحوا مضطرين لتبرير أنفسهم كما كان يحدث بعد أحداث 11 سبتمبر.

أما الاشتباكات التي نشبت في أمستردام، فقد خلفت آثارًا كبيرة على الجالية المغربية في هولندا، التي أصبحت هدفًا لحملة عنصرية شنها اليمين المتطرف الإسرائيلي والأوروبي. وظهرت تصريحات معادية للإسلام على منصات التواصل الاجتماعي وداخل الإعلام الهولندي، مما تسبب في زيادة حدة القلق والتوتر بين أفراد الجالية.

وعلى الرغم من تعرضها في وقت سابق لانتقادات من اليمين الهولندي بسبب تساهلها مع المجتمعات المسلمة، فإن هالسيما أصبحت الآن هدفًا لانتقادات جديدة بسبب تصريحاتها التي أضرت بالجاليات المسلمة، ما جعلها تجد نفسها في دائرة الهجوم من طرفين متناقضين.

إقرأ أيضا: غضب روسي بعد قرار بايدن بالسماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى

أخبار ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى