حول العالم

قلق فرنسي حول مصير بوعلام صنصال بعد اعتقاله في الجزائر

قلق فرنسي حول مصير صنصال بعد اعتقاله

أبدى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قلقه الشديد بشأن مصير الكاتب الجزائري الفرنسي بوعلام صنصال، الذي فُقد أثره في الجزائر، مؤكدًا عبر مصادر مقربة أن “أجهزة الدولة تعمل بلا كلل لتوضيح ملابسات قضيته”. كما شدد ماكرون على دعمه الراسخ لحرية التعبير، واصفًا صنصال بأنه “كاتب ومفكر عظيم يستحق الحماية والدعم”.

من جهته، أعرب رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق، إدوار فيليب، عبر منصة “إكس” عن دعمه لصنصال، قائلًا: “بوعلام صنصال يمثل كل ما نقدره: دعوته للعقلانية والحرية والإنسانية في مواجهة الرقابة والفساد والتطرف الإسلامي”. ودعا السلطات الفرنسية والأوروبية إلى بذل جهود مكثفة للحصول على معلومات دقيقة وضمان حرية تنقل هذا الكاتب العظيم ليتمكن من العودة إلى فرنسا متى شاء.

وذكرت مجلة “ماريان” الفرنسية أن التواصل انقطع بين بوعلام صنصال وعائلته منذ وصوله إلى الجزائر العاصمة، وأنه تم اعتقاله. وأفاد تلفزيون “سي نيوز” الفرنسي، نقلًا عن محيط الرئيس ماكرون في قصر الإليزيه، أن الرئيس “قلق” حيال هذا “الاختفاء”، مؤكدًا التزامه بـ”حرية كاتب ومثقف كبير”.

وأشار محيط الرئيس ماكرون إلى أن “أجهزة الدولة الفرنسية في حالة استنفار لتوضيح وضع الكاتب”، الذي يبلغ من العمر 75 عامًا، والذي اعتُقل لأسباب غير معروفة، وفقًا للقناة الفرنسية اليمينية، التي خصصت إحدى افتتاحياتها عن “اختفاء” بوعلام صنصال.

بوعلام صنصال، الذي اشتهر بانتقاداته اللاذعة للهوية الجزائرية وعلاقتها بالتاريخ والسياسة، وكذلك مواقفه غير المألوفة بشأن العلاقة مع إسرائيل، لم يكن شخصية عادية. على مر السنوات، كان يتمتع بحماية من بعض الأطراف في السلطة الجزائرية، إلا أنه تم طرده من وظيفته كإطار سامٍ في وزارة الصناعة بعد تصريحات مثيرة للجدل، أبرزها رفضه مقارنة الجزائر بالمغرب، حيث وصف المملكة بدولة ذات تاريخ عريق استعصى على فرنسا استعمارها، بينما اعتبر الجزائر مجرد تجمعات بشرية سهّلت احتلالها لمدة 132 عامًا.

من هو بوعلام صنصال؟

بوعلام صنصال، ولد في 15 أكتوبر 1949 في منطقة ثنية الأحد بولاية تيسمسيلت في الغرب الجزائري، هو أديب فرانكوفوني جزائري، روائي وكاتب قصص قصيرة. حصل في يونيو 2012 على جائزة الرواية العربية عن كتابه «حي داروين».

تشتهر أعمال صنصال بنقدها اللاذع للسلطات الجزائرية، مما جعله عرضة للرقابة في بلده. ورغم حصوله على الجنسية الفرنسية مؤخرًا، لم ينقطع عن التنقل بين الجزائر وفرنسا، حيث استقر مؤخرًا في فرنسا بسبب ظروف زوجته الصحية، لكنه واصل زيارة منزله في بلدة بومرداس الصغيرة، شرق العاصمة الجزائرية. وأفادت مصادر في باريس أن المنزل بدا مغلقًا، ما يثير تساؤلات حول غيابه.

تصريحات تثير الجدل:

أحدث تصريحات صنصال أثارت جدلًا واسعًا في الجزائر، حيث وصف المغرب بأنه دولة عظمى وإمبراطورية تمتد لأكثر من 12 قرنًا، مقارنة بالجزائر التي اعتبرها بلا هوية أو تاريخ واضح. وأكد أن مناطق مثل تلمسان ووهران وبسكرة كانت جزءًا من المملكة المغربية قبل أن تضمها فرنسا إلى الجزائر خلال الحقبة الاستعمارية، مشيرًا إلى أن الغرب الجزائري كان تاريخيًا تابعًا للإمبراطورية المغربية. وأضاف أن الجزائر طلبت دعم المغرب في نضالها من أجل الاستقلال عام 1954 مقابل وعد بإعادة الأراضي المقتطعة، إلا أن الجزائر نكثت بوعدها بعد الاستقلال، مما أدى إلى اندلاع حرب الرمال بين البلدين عام 1963.

هذه التصريحات لم تمر بدون ردود فعل غاضبة، إذ هاجمه العديد من الكتاب الجزائريين، معتبرين أنه يعيش في حالة اغتراب عن وطنه، مثل الروائي رشيد بوجدرة الذي أدرجه في كتابه “زناة التاريخ”، حيث سلط الضوء على شخصيات جزائرية اتخذت مواقف متصالحة مع الاستعمار، متجاهلة تضحيات شعبها من أجل الاستقلال.

إقرأ أيضا: اعتقال الكاتب بوعلام صنصال في الجزائر يثير جدلاً محليًا ودوليًا

أخبار ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى