ناصر بوريطة: جلالة الملك محمد السادس لا يكتفي بالإشادة بحوار الحضارات بل يجسده على أرض الواقع

المغرب يكرس حوار الحضارات في لشبونة
أكد ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، أن المغرب، تحت قيادة الملك محمد السادس، لا يكتفي بالإشادة بحوار الحضارات بل يجسده على أرض الواقع، مشيرًا إلى أن المملكة رسمت مسارًا متميزًا في هذا المجال. جاء ذلك خلال كلمته في المنتدى العالمي العاشر لتحالف الحضارات، الذي يُعقد في بلدة كاشكايش بالقرب من لشبونة، حيث أضاف أن المغرب يعد نموذجًا يُحتذى به في تحالف الحضارات بفضل خياراته وأفعاله الملموسة.
وفي هذا السياق، استعرض بوريطة الرسالة التي وجهها الملك محمد السادس للمشاركين في المنتدى، حيث أكد الملك أن المملكة منخرطة في التحالف بشكل عميق، نظرًا لارتباط ذلك بجوهر هوية المغرب، وهو ما يعزز الانفتاح كثقافة للسلام، ويجعل الدين وسيلة لإشاعته، والتنمية ركيزة له. كما استشهد بوريطة بكلمات الملك محمد السادس التي شددت على أن “المستقبل يُبنى بأيادٍ ممدودة وليس بقبضات مشدودة”، مع التركيز على أن هذا المستقبل بالنسبة للمغرب يمر عبر القارة الإفريقية.
كما أشار بوريطة إلى التحديات التي تواجه إفريقيا، وأوضح أنها بوتقة تنصهر فيها العديد من القضايا الهامة مثل الشباب والمناخ والأمن الغذائي والهجرة والحوار بين الأديان. وأكد أن إفريقيا هي أرض الحلول، وأن التحالف يجب أن يوجه مزيدًا من الاهتمام للقارة، التي تمثل الأمل للعالم أجمع. معربًا عن أسفه من تمثيل إفريقيا الضعيف في التحالف، حيث لا تمثل سوى 20% من أعضاء مجموعة الأصدقاء، ونسبة أقل من ذلك من منطقة جنوب الصحراء.
ودعا بوريطة إلى بناء جيوسياسية تضامنية أكثر فعالية، مشددًا على أن تحالف الحضارات يمثل المنتدى المثالي لتحقيق توافقات أخلاقية في مواجهة التحديات الكبرى التي يواجهها العالم، مثل التغير المناخي، والصراعات الإرهابية، والأزمات الإنسانية. وأكد أن التحالف يجب أن يتخذ دور الضمير العالمي في التصدي لهذه التحديات.
وفي ختام كلمته، تطرق بوريطة إلى مجموعة من المبادرات التي قادها المغرب في هذا السياق، مثل نداء القدس الذي أطلقه الملك محمد السادس والبابا فرانسوا في 2019، ومؤتمر مراكش حول الحوار بين الأديان في 2022، بالإضافة إلى إعلان فاس في نفس العام. كما ذكر بوريطة خطة العمل الرباطية لمكافحة الكراهية والتمييز العنصري والديني، والتي أدت إلى اعتماد يوم 18 يونيو “اليوم العالمي لمكافحة خطاب الكراهية” من قبل الأمم المتحدة.
واختتم بوريطة تصريحاته بالإعراب عن ارتياح المغرب لافتتاح كرسي تحالف الحضارات في الجامعة الأورومتوسطية بفاس في ديسمبر المقبل، معربًا عن أهمية هذا الكرسي في تعزيز العلاقة بين المغرب والتحالف بشكل مستدام.
إقرأ أيضا: الملك محمد السادس: الأوضاع المأساوية بالأراضي الفلسطينية تتطلب تدخلا حاسما