أخبار دولية

المجاعة تضرب السودان: أزمة إنسانية تتفاقم وسط صراع دموي

المجاعة تضرب السودان: أزمة إنسانية تتفاقم وسط صراع دموي

المجاعة تتفاقم في السودان بسبب الحرب

أعلن تقرير مدعوم من الأمم المتحدة يوم الثلاثاء أن خمس مناطق على الأقل تعاني من نقص حاد في الغذاء. تشمل هذه المناطق مخيمات اللاجئين والنازحين نتيجة الحرب المستمرة منذ 20 شهرًا بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

أكد تقرير لجنة مراجعة المجاعة بالتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي أن المجاعة تفشت في خمس مناطق على الأقل، ومن المتوقع أن تتفاقم لتشمل خمس مناطق إضافية بين الشهر الجاري ومايو 2025. وأشار التقرير إلى أن المجاعة التي أُعلن عنها في أغسطس 2024 في مخيم زمزم بولاية شمال دارفور، امتدت إلى مخيمي السلام وأبو شوك وجبال النوبة الغربية.

يواجه حوالي 638 ألف شخص المجاعة في هذه المخيمات، بينما بات 8.1 مليون آخرين على شفير المجاعة. منذ أبريل 2023، تعاني البلاد من صراع دموي بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، ما أسفر عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 11 مليون شخص.

وأوضح التقرير أن انعدام الأمن الغذائي في السودان بلغ مستويات غير مسبوقة، حيث من المتوقع أن يواجه 24.6 مليون شخص مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد بين ديسمبر 2024 ومايو 2025. تعزى هذه الأزمة إلى النزاع المسلح الذي تسبب في نزوح جماعي، وانهيار الاقتصاد والخدمات الاجتماعية الأساسية، والاضطرابات المجتمعية، وضعف الوصول الإنساني.

وبحسب برنامج الأغذية العالمي، فإن بعض المناطق التي تشهد نزاعًا شديدًا، بما في ذلك أجزاء من الخرطوم وولاية الجزيرة، قد تكون تعاني من ظروف مجاعة، ولكن نقص البيانات الرسمية يحول دون تصنيفها رسميًا.

حذر التقرير من أن خطر المجاعة يهدد 17 منطقة إضافية في السودان، مشيرًا إلى أن المجاعة قد تتوسع بين ديسمبر 2024 ومايو 2025 في مناطق شمال دارفور مثل أم كدادة ومليط والفاشر والطويشة واللعيت.

وأكدت منظمة “أنقذوا الأطفال” أن هذه الأزمة تشير إلى “فشل النظام العالمي”، حيث يعاني الأطفال من وفيات مؤلمة يمكن تجنبها بسبب سوء التغذية والأمراض. دعت المنظمة إلى وصول فوري ودون عوائق للمساعدات الإنسانية والتجارية عبر الحدود.

اتهم خبراء أمميون في أكتوبر الماضي طرفي النزاع في السودان باستخدام “أساليب التجويع” ضد المدنيين، مشيرين إلى أن 97% من السكان يواجهون مستويات خطيرة من الجوع. وأفادت منظمات إغاثية بأن الحكومة السودانية وضعت قيودًا تعوق عملها لإغلاق نقاط عبور أساسية للمساعدات.

منذ الإعلان عن تفشي المجاعة في مخيم زمزم، لم تصل سوى قافلتي مساعدات تابعتين للأمم المتحدة، في حين تسيطر قوات الدعم السريع على غالبية إقليم دارفور وأجزاء من كردفان ووسط السودان، بينما يسيطر الجيش على شمال وشرق البلاد.

حذر جان-مارتان باور، مدير تحليل الأمن الغذائي والتغذية في برنامج الأغذية العالمي، من أن “مجاعة طويلة الأمد تترسخ في السودان”، مشيرًا إلى أن الناس يضعفون ويموتون لعدم حصولهم على الطعام لعدة أشهر.

إقرأ أيضا: تحذير بنك كندا: تقليص أعداد المهاجرين يهدد النمو الاقتصادي

أخبار ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى