تحرّك عربي منسّق لمواجهة تهجير الفلسطينيين من غزة

تحرك عربي لرفض تهجير الفلسطينيين
في تحرك دبلوماسي غير مسبوق، أجمعت الدول العربية على موقف موحد للتصدي لمقترح الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي يهدف إلى تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى الأردن ومصر. وشهدت الأيام الماضية تحركات مكثفة من دول عربية مؤثرة، من بينها مصر والأردن والسعودية والإمارات وقطر، للتأكيد على رفضها القاطع لهذه الخطة التي تهدد بترحيل سكان غزة قسراً.
وأكدت الباحثة آنا جاكوبس من معهد دول الخليج العربية في واشنطن أن الدول العربية لا يمكنها القبول بمثل هذا الاقتراح، موضحة أن “القضية الفلسطينية تشكل قضية محورية بالنسبة للرأي العام العربي، ولن تسمح الحكومات بأن تُعتبر شريكة في سياسة تهجير قسري”.
ويصر ترامب على مقترحه الذي يقضي بضم قطاع غزة للولايات المتحدة وتحويله إلى “ريفييرا الشرق الأوسط”، مع تهجير السكان إلى الأردن ومصر، مترافقاً مع تهديدات بقطع المساعدات إذا رفضت عمان والقاهرة استقبالهم. إلا أن هذا المشروع قوبل برفض واسع على المستويين الإقليمي والدولي.
مصر والأردن ترفضان بشدة
شدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني على رفضهما القاطع لخطة تهجير الفلسطينيين، مؤكدين ضرورة إعمار قطاع غزة وتقديم المساعدات الإنسانية لسكانه. ووصف السيسي الخطة بأنها “ظلم لا يمكن قبوله”، فيما أشار وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي إلى أن أي تسوية تنتهك حقوق الفلسطينيين في البقاء بأراضيهم ستُعتبر عملاً عدائياً.
وفي سياق متصل، تستعد القاهرة لاستضافة قمة عربية طارئة نهاية فبراير لمناقشة التطورات الخطيرة في القضية الفلسطينية. كما تسعى مصر لعقد اجتماع وزاري طارئ لمنظمة التعاون الإسلامي لبحث تداعيات هذه الخطة.
دعم عربي مشترك
اتخذت دول الخليج مواقف حاسمة، إذ أكدت السعودية التزامها بقيام دولة فلسطينية ورفض أي محاولة لتهجير الفلسطينيين. وأوضح ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أن تطبيع العلاقات مع إسرائيل يظل مرتبطاً بإقامة دولة فلسطينية مستقلة.
من جهتها، أكدت الإمارات، التي وقعت اتفاق تطبيع مع إسرائيل عام 2020، رفضها المطلق لتهجير الفلسطينيين أو المساس بحقوقهم الأساسية. كما دعت البحرين إلى إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة تضمن التعايش السلمي مع إسرائيل.
لحظة توافق نادرة
هذا الموقف الموحد من الدول العربية يُعتبر لحظة استثنائية في منطقة غالباً ما تتأثر بخلافات سياسية ومصالح متباينة.
في سياق متصل، شدد الرئيس اللبناني جوزاف عون على رفض أي خطة تهدف إلى تهجير الفلسطينيين أو انتهاك حقوقهم، بينما وصف الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع الخطة بأنها “جريمة كبرى لن يُسمح بتمريرها”.
من جانبه، لخص الباحث المصري أحمد ماهر الموقف العربي بالقول: “رسالتنا واضحة، لا لسياسة التهجير القسري، والحل يكمن في حل الدولتين الذي يضمن حقوق الفلسطينيين ويحقق السلام”.
إقرأ أيضا: وسائل إعلام تكشف تورط الجزائر في دعم نظام الأسد ورفض أحمد الشرع تسليم معتقلين