تطبيق تيمو: عروض براقة تُخفي خفايا مشبوهة بترويج مؤثرين مغاربة

تيمو يغرّر بالمغاربة بعروض وهمية
شهد تطبيق التسوق الصيني “تيمو” (Temu) انتشارًا واسعًا في المغرب خلال الأسابيع الأخيرة، مدفوعًا بحملات دعائية مكثفة يقودها عدد كبير من المؤثرين الرقميين على مواقع التواصل الاجتماعي. تتضمن هذه الحملات وعودًا مغرية مثل: “اشتر 3 واربح 2000 درهم!” و”جرب مجانًا!” و”هاتف مقابل خطوات بسيطة!”. إلا أن هذه العروض أثارت تساؤلات حول مصداقيتها وتأثيرها المحتمل على المستهلكين.
الانتشار السريع لتطبيق “تيمو” في المغرب: أصبح “تيمو” من بين تطبيقات التسوق الأكثر انتشارًا في المغرب، مستفيدًا من استراتيجيات تسويقية تعتمد على المؤثرين الرقميين الذين يروجون لعروض مغرية. إلا أن هذه العروض غالبًا ما تكون تخفيضات رمزية مشروطة، تختلف قيمتها تبعًا للمشتريات، ولا ترقى في مجملها إلى نصف المبلغ الذي يتم الترويج له. هذا ما يجعل العديد من المستخدمين يواجهون تجربة تسويقية قد توصف بـ”الوهم الرقمي”، تركز على الإثارة والكم التفاعلي دون التحقق من مصداقية ما يُروَّج له.
مخاوف تتعلق بجمع البيانات والخصوصية: أثار تقرير صادر عن مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS) نهاية العام الماضي مخاوف بشأن جمع تطبيق “تيمو” لكميات هائلة من بيانات المستخدمين، مع إمكانية استغلالها من قبل جهات صينية رسمية في سياقات أمنية. كما كشف تقرير نشره موقع Medium عن أن التطبيق يطلب صلاحيات وصول واسعة إلى بيانات المستخدمين، بما في ذلك جهات الاتصال والصور والموقع الجغرافي، دون تقديم توضيح كافٍ حول الغرض من جمع هذه البيانات.
تحقيقات دولية في ممارسات “تيمو”: فتحت هيئة المنافسة الكورية تحقيقًا رسميًا في ممارسات “تيمو” الإعلانية خلال النصف الأول من العام الماضي، مشيرة إلى وجود شبهات تتعلق بالإعلانات الزائفة والعروض المضللة. كما شرعت المفوضية الأوروبية في تحقيق قانوني ضد التطبيق بشأن بيعه لمنتجات غير قانونية وعدم امتثاله لقانون الخدمات الرقمية الجديد، خاصة فيما يتعلق بمراقبة البائعين. وفي الولايات المتحدة، أفادت صحيفة “نيويورك بوست” بفتح وزارة الأمن الداخلي تحقيقًا في التطبيق للاشتباه في مخالفته لقانون حظر استيراد المنتجات المصنوعة عبر العمل القسري في إقليم شينجيانغ الصيني.
مخاطر صحية محتملة: أجرت منظمة BEUC (الاتحاد الأوروبي لجمعيات المستهلكين) اختبارات ميدانية على بعض المنتجات المباعة عبر “تيمو”، وكشفت أن بعضها يشكل خطرًا على صحة المستهلكين بسبب احتوائها على مواد غير آمنة أو غياب شهادات المطابقة.
دعوات لتنظيم المحتوى الإشهاري الرقمي: في ظل هذه المعطيات، تبرز الحاجة إلى “تأطير المحتوى الإشهاري الرقمي” ووضع “مدونة سلوك للمؤثرين” تلزمهم بالشفافية والمصداقية في ترويج المنتجات والخدمات. كما يتعين تعزيز دور الهيئات الوطنية المعنية بحماية المستهلك ومجلس المنافسة والسلطات الوصية على المجال الرقمي لمراقبة هذه التطبيقات وحماية المواطنين من الوقوع ضحية للعروض الوهمية.
إقرأ أيضا: احذر التوتر والضغوط النفسية… آثارها أخطر مما تتخيل على جسدك وعقلك!