إنتخاب جوزيف عون رئيسًا للجمهورية اللبنانية بعد أكثر من عامين على شغور المنصب
جوزيف عون رئيس جديد للجمهورية اللبنانية
في جلسة حاسمة انعقدت اليوم الخميس 9 يناير 2025، نجح مجلس النواب اللبناني في انتخاب العماد جوزيف عون، قائد الجيش، رئيسًا جديدًا للجمهورية. وقد حصل عون على 99 صوتًا من أصل 128 نائبًا خلال الجولة الثانية من التصويت، بعد أن أخفق في تأمين أغلبية الثلثين المطلوبة خلال الجولة الأولى، حيث نال 71 صوتًا فقط.
وفقًا لمصادر برلمانية، شهدت الجلسة تطورات لافتة بين الجولتين، إذ التقى ممثلون عن حزب الله وحركة أمل بالعماد عون داخل مقر البرلمان. هذا اللقاء أدى إلى تغيير في مواقف نواب الكتلتين، الذين صوتوا له في الجولة الثانية بعد أن اكتفوا بالتصويت بـ”ورقة بيضاء” في الجولة الأولى.
عقب إعلان النتيجة، وصل الرئيس المنتخب، مرتديًا بزة مدنية سوداء، إلى قاعة البرلمان في بيروت. أدى القسم الدستوري متعهدًا بالحفاظ على سيادة لبنان ووحدة أراضيه، في خطوة أنهت فراغًا رئاسيًا استمر منذ أكتوبر 2022.
الدعم الدولي والإقليمي:
كان واضحًا أن انتخاب عون جاء مدعومًا من قوى إقليمية ودولية، بما في ذلك الولايات المتحدة والسعودية. وقد شهدت الجلسة حضورًا دبلوماسيًا بارزًا، أبرزهم الموفد الفرنسي جان إيف لودريان، والمبعوث السعودي يزيد بن محمد آل فرحان. هذا الدعم الدولي أثار ردود فعل متباينة، حيث عنونت صحيفة “الأخبار” اللبنانية المقربة من حزب الله: “الخارج يأمر: القائد رئيسكم”، مشيرة إلى ما وصفته بـ”الإملاءات الأجنبية”.
انعكاسات الحرب الأخيرة:
أجبرت الحرب الأخيرة مع إسرائيل حزب الله على قبول تسوية سياسية، حيث تعرض الحزب لخسائر كبيرة شملت تدمير ترسانته ومقتل عدد من قياداته، مما أضعف قدرته على فرض خياراته في الساحة اللبنانية. الاتفاق الذي تلا الحرب نصّ على انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان وانتشار الجيش اللبناني مكانه، مع التزام حزب الله بالابتعاد إلى شمال نهر الليطاني وتفكيك بنيته العسكرية هناك.
التحديات الكبرى أمام الرئيس الجديد:
يواجه العماد جوزيف عون سلسلة تحديات كبرى، تبدأ بإعادة إعمار المناطق التي دمرتها الحرب الأخيرة، مرورًا بتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، وصولًا إلى تنفيذ إصلاحات اقتصادية هيكلية لإنقاذ البلاد من أزمتها المالية. كما تنتظر الحكومة المقبلة جهودًا حثيثة لتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 1701، الذي يشمل نزع سلاح المجموعات المسلحة غير الشرعية.
من جانبه، دعا البابا فرنسيس اللبنانيين إلى الوحدة والعمل المشترك لمواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية. وفي الوقت ذاته، أعرب نواب معارضون عن استيائهم من تعديل الدستور لانتخاب قائد الجيش رئيسًا، معتبرين أن هذه الخطوة جاءت بتأثير خارجي.
إقرأ أيضا: بالصور حريق هائل يجبر آلاف السكان على إخلاء منازلهم في لوس أنجليس