ضمنهم علماء مغاربة… اكتشاف نيوترينو فائق الطاقة يفتح آفاقاً جديدة في فيزياء الكون

علماء يكتشفون نيوترينو فائق الطاقة
تمكن علماء الفيزياء الفلكية من اكتشاف تاريخي في أعماق البحر الأبيض المتوسط، حيث رصدوا جسيم “نيوترينو” يمتلك طاقة غير مسبوقة بلغت 220 مليون مليار إلكترون فولت، وهو أعلى بثلاثين مرة من أي نيوترينو سُجّل على الأرض. هذا الجسيم النادر، الذي يُطلق عليه “الرسول الكوني الخاص”، يقدم معلومات ثمينة عن أحداث كونية غامضة وقعت خارج مجرة درب التبانة.
والنيوترينو هو جسيم أولي لا يحمل شحنة كهربائية وكتلته شبه منعدمة، ما يجعله شبه مستحيل الرصد، إذ يتفاعل بشكل ضعيف جداً مع المادة. إلا أن تلسكوب النيوترينو (KM3NeT)، المثبت في قاع البحر الأبيض المتوسط على عمق 3000 متر، يتيح تعقب هذه الجسيمات باستخدام كاشفات ضوئية عملاقة تغطي مساحة تعادل 400 ألف حمام سباحة أولمبي.
تلسكوب (KM3NeT)
يتألف هذا التلسكوب من موقعين: الأول مركز “أركا” قبالة سواحل صقلية، والمخصص لرصد النيوترينوات ذات الطاقة العالية. أما الثاني، فهو مركز “أوركا” قبالة سواحل تولون الفرنسية، ويركز على دراسة خصائص النيوترينو الأساسية. في فبراير 2023، مر جسيم “ميون”، ناتج عن نيوترينو عالي الطاقة، عبر كاشف “أركا”، مسجلاً طاقة هائلة تعادل طاقة كرة تنس الطاولة تسقط من ارتفاع متر واحد، لكنها محتواة في جسيم أولي صغير.
مساهمة المغرب في الاكتشاف
لعب المغرب دوراً مهماً في هذا الإنجاز العلمي، حيث ساهم باحثون مغاربة ضمن مشروع (KM3NeT) الدولي، الذي يضم 350 عالماً من 21 دولة. وأوضح البروفيسور يحيى التايلاتي، المنسق الوطني للمشروع بالمغرب، أن هذا الاكتشاف نشر في مجلة “نيتشر” المرموقة، ويُعدّ تتويجاً لجهود بحثية مستمرة منذ سنوات.
وأشار التايلاتي إلى أن المغرب عضو فاعل في هذا التعاون منذ عام 2016، إذ أنشأ موقعين للبناء تابعين للتلسكوب، أحدهما في كلية العلوم بالرباط لدمج الوحدات البصرية الرقمية، والآخر في وجدة لتجميع الإلكترونيات الخاصة بالكاشف.
وأكد عبد الإله موسى، منسق مشروع (KM3NeT) بجامعة محمد الأول بوجدة، أن هذا النجاح هو نتيجة عمل مشترك ومثابرة فرق من الباحثين الشباب، مشدداً على أهمية دعم البحث العلمي وتشجيع الابتكار لتعزيز مكانة المغرب على الساحة العلمية العالمية.
إقرأ أيضا: اكتشاف علمي بالمغرب: تسوس الأسنان كان شائعا في العصر الجليدي