تصاعد التوتر في سوريا: معارك في الساحل ومقتل العشرات

تصاعد العنف في سوريا وسقوط عشرات القتلى
تشهد المناطق الساحلية في سوريا موجة جديدة من العنف، حيث اندلعت مواجهات عنيفة بين قوات الأمن ومسلحين ينتمون للطائفة العلوية. وأسفرت هذه الاشتباكات عن سقوط عشرات القتلى، في واحدة من أكبر التحديات التي تواجه الحكومة الجديدة بقيادة الرئيس أحمد الشرع منذ توليه السلطة.
أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن أكثر من 180 شخصًا لقوا حتفهم خلال يومين من القتال العنيف في مناطق يقطنها عدد كبير من أبناء الطائفة العلوية. وأكدت مصادر محلية أن مسلحين نفذوا هجومًا على بلدة المختارية، مما أسفر عن مقتل 24 شخصًا على الأقل يوم الجمعة، وسط استمرار التوترات الأمنية في المنطقة.
السلطات السورية حملت مسؤولية التصعيد إلى فلول النظام السابق، مشيرة إلى أنهم شنوا “هجومًا مدروسًا” على قوات الأمن، مما أدى إلى اندلاع الاشتباكات. في المقابل، أفاد ناشطون علويون بأن المهاجمين ينتمون إلى مجموعات مسلحة موالية للحكومة الجديدة، متهمين إياها بارتكاب عمليات قتل انتقامية.
التطورات الأخيرة تزيد من تعقيد المشهد السوري، إذ تواجه الحكومة تحديات أمنية متزايدة، خاصة في الجنوب الغربي، حيث تهدد إسرائيل باتخاذ إجراءات لمنع انتشار القوات السورية قرب حدودها. في الشمال الشرقي، تواصل الفصائل الكردية المدعومة من الولايات المتحدة السيطرة على المناطق الغنية بالنفط، مما يحرم الدولة من موارد اقتصادية حيوية.
خرجت تظاهرات في دمشق وعدد من المدن الكبرى دعمًا للحكومة الجديدة، في حين أعربت السعودية وتركيا عن مساندتهما للسلطة الحالية. بدوره، أعرب مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا عن قلقه إزاء تصاعد أعمال العنف وسقوط ضحايا مدنيين.
روسيا، التي كانت أحد أبرز داعمي النظام السابق، دعت جميع الأطراف إلى وقف القتال والبحث عن حلول سلمية، بينما أكدت إيران رفضها التام لأعمال العنف واستهداف الأبرياء من مختلف الطوائف.
أظهرت مقاطع مصورة من بلدة المختارية جثثًا لعدد من الضحايا على جانب الطريق، وقد تمكنت وكالة رويترز من التحقق من الموقع، لكنها لم تتمكن من تأكيد توقيت تصوير الفيديو أو الجهة المسؤولة عنه.
ذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء نقلاً عن مصدر أمني أن عمليات القتل جاءت كرد فعل شعبي غير منظم عقب اغتيال عناصر من الشرطة والأمن على يد مسلحين تابعين للنظام السابق، مؤكدًا أن الجهات الرسمية تعمل على ضبط الوضع ومنع أي تجاوزات.
في سياق متصل، أفادت مصادر علوية بمقتل الشيخ شعبان منصور، وهو رجل دين بارز، إلى جانب ابنه في قرية سلحب غرب البلاد. واتهم السكان مقاتلين موالين للحكومة بارتكاب عملية الاغتيال، مما يزيد من حالة التوتر في أوساط الطائفة العلوية.
إقرأ أيضا: ترامب يعين ديوك بوكان سفيرًا جديدًا للولايات المتحدة في المغرب