أخبار دولية

اتفاق تاريخي بين قوات سوريا الديمقراطية وحكومة دمشق يعيد رسم المشهد السياسي

اتفاق جديد يعيد تشكيل المشهد السوري

في خطوة لافتة قد تعيد تشكيل موازين القوى في سوريا، أبرمت قوات سوريا الديمقراطية، التي يشكل الأكراد مكونها الأساسي، اتفاقًا رسميًا مع حكومة دمشق، يقضي بدمجها في مؤسسات الدولة.

ووفقًا لما أوردته وكالة “رويترز”، فإن هذه القوات التي تبسط نفوذها على معظم المناطق الغنية بالنفط في شمال شرق البلاد، تحظى بدعم مباشر من الولايات المتحدة، ما يجعل الاتفاق ذا أبعاد سياسية وعسكرية معقدة.

وظهر الرئيس السوري أحمد الشرع في صور وهو يصافح قائد قوات سوريا الديمقراطية، في مشهد يعكس أهمية الاتفاق الذي جاء في وقت حساس، حيث يواجه الشرع تداعيات أعمال عنف أودت بحياة المئات من أبناء الطائفة العلوية في غرب البلاد. وأكد الرئيس أن هذه الأحداث تهدد جهوده الرامية إلى توحيد سوريا بعد صراع دام 14 عامًا.

وكانت المعارضة السورية قد أطاحت بنظام بشار الأسد في ديسمبر الماضي، ما أجبره على الفرار إلى روسيا، التي كانت داعمه الرئيسي لسنوات.

بنود الاتفاق وتأثيره على المشهد السوري

ينص الاتفاق، الذي تم توقيعه أمس الاثنين، على أن تصبح المعابر الحدودية والمطارات وحقول النفط والغاز التي كانت تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية جزءًا من الإدارة المركزية في دمشق، مع الالتزام بمكافحة فلول النظام السابق.

وفي أول تصريح عقب توقيع الاتفاق، قال مظلوم عبدي، القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، عبر منصة “إكس”، إن الاتفاق يمثل “فرصة حقيقية لبناء سوريا جديدة تشمل جميع مكوناتها وتعزز الاستقرار الإقليمي”. كما أكد على ضرورة التعاون مع الحكومة السورية لضمان انتقال سياسي يلبي تطلعات الشعب في تحقيق العدالة والاستقرار.

لكن على الرغم من تحديد نهاية العام كموعد نهائي للتنفيذ، لم يتم حسم كيفية دمج قوات سوريا الديمقراطية داخل وزارة الدفاع السورية، مما يبقي بعض القضايا العالقة قيد المفاوضات.

مواقف دولية ومخاوف إقليمية

من جهته، انتقد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو الأحداث الدامية في غرب سوريا، في حين اعتبر الباحث آرون لوند، من مركز “سينشري إنترناشونال”، أن الشرع يواجه تحديات كبيرة داخليًا ومع الولايات المتحدة، مؤكدًا أن هذا الاتفاق قد يكون وسيلة لإظهار موقفه المعتدل تجاه الأقليات.

أما تركيا، الحليف المقرب من الشرع، فلم تصدر أي تعليق رسمي حتى الآن، على الرغم من أن قوات سوريا الديمقراطية خاضت صراعات ممتدة مع الفصائل المسلحة المدعومة من أنقرة في شمال سوريا.

يأتي هذا التطور في ظل مخاوف من تكرار سيناريوهات سابقة، حيث يخشى عبدي من أي انسحاب مفاجئ للقوات الأمريكية من المنطقة، وهو ما قد يعيد خلط الأوراق مجددًا، خاصة مع استمرار التوترات مع الجماعات المسلحة المدعومة من تركيا.

إقرأ أيضا: الشعب المغربي يحيي الذكرى الـ 66 لرحيل بطل التحرير محمد الخامس

أخبار ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى