بوساطة أمريكية.. الهند وباكستان تتفقان على وقف فوري لإطلاق النار بعد تصعيد دموي في كشمير

هدنة فورية بين الهند وباكستان برعاية ترامب
أعلنت كل من باكستان والهند، السبت، التوصل إلى اتفاق فوري لوقف إطلاق النار، عقب وساطة أمريكية قادها الرئيس دونالد ترامب، وذلك بعد أيام من تصعيد خطير بين القوتين النوويتين على خلفية هجوم دامٍ في إقليم كشمير المتنازع عليه.
ونشر ترامب على منصته “تروث سوشال” قائلاً: “بعد مفاوضات مكثفة قادتها الولايات المتحدة طوال الليل، يسعدني أن أعلن عن توصل الهند وباكستان إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار يدخل حيز التنفيذ فوراً”، مضيفاً: “أهنئ الطرفين على ما أبدياه من حكمة ومنطق سليم.”
من جانبها، أكدت وزارة الخارجية الباكستانية الخبر عبر تدوينة لوزير الخارجية إسحق دار على منصة “إكس”، معلناً عن التوصل إلى الاتفاق رسمياً مع نيودلهي وبدء تنفيذ الهدنة فوراً.
وبحسب مصدر حكومي هندي، فقد تم التوصل إلى هذا الاتفاق عقب محادثات مباشرة بين الطرفين، واقتصر الحوار على وقف الأعمال العدائية دون التطرق إلى ملفات أخرى.
وأوضح وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أن الاتفاق جاء بعد مشاورات أجراها رفقة نائب الرئيس جاي دي فانس مع قادة البلدين، بمن فيهم رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي ونظيره الباكستاني شهباز شريف. وأضاف عبر “إكس”: “الاتفاق لا يقتصر على وقف إطلاق النار، بل يشمل فتح حوار مستقبلي شامل في مكان محايد حول قضايا ثنائية متعددة.”
الاشتباكات بين البلدين اندلعت الأربعاء بعد أن شنت الهند غارات جوية على مواقع داخل الأراضي الباكستانية، مدعية أنها معسكرات لجماعة “عسكر طيبة” التي اتهمتها بتنفيذ هجوم على موقع سياحي في كشمير أسفر عن مقتل 26 شخصاً.
وردّت باكستان بشن ضربات صاروخية وهجمات بطائرات مسيرة استهدفت قواعد عسكرية هندية، وهو ما أدى إلى مقتل ما يقارب 60 مدنياً في الجانبين، وفقاً لحصيلة رسمية.
رئيس الوزراء الباكستاني شدد في كلمة متلفزة على أن بلاده “ردّت بالشكل المناسب وانتقمت للضحايا الأبرياء”، بينما أكدت السلطات الهندية تعرض منشآت عسكرية في الشمال الشرقي لهجمات متكررة بطائرات بدون طيار.
الحرب القصيرة تسببت في موجة نزوح واسعة، خاصة في مناطق التماس، حيث أفاد سكان من الجانبين بأنهم قضوا لياليهم تحت أصوات القصف والانفجارات. كما أعلنت باكستان عن تضرر مناطق سكنية وسقوط قتلى في صفوف المدنيين، بينما أغلقت الهند 32 مطاراً في مناطقها الشمالية.
وفي خضم التصعيد، دعت الصين الطرفين إلى التحلي بأقصى درجات ضبط النفس، في حين شددت واشنطن على ضرورة استئناف الاتصالات المباشرة لخفض التوتر وتفادي أي سوء تقدير قد يشعل حرباً مفتوحة في المنطقة.
إعلان وقف إطلاق النار، رغم محدودية أهدافه، قوبل بارتياح كبير في الشارعين الهندي والباكستاني، حيث عبّر سكان المناطق الحدودية عن أملهم في استمرار الهدوء والعودة إلى الحياة الطبيعية بعد أيام مريرة من القصف والتصعيد.
إقرأ أيضا: الأمم المتحدة تحذر من نكبة جديدة تهدد الفلسطينيين